الجمعة، 25 يوليو 2008

مخلوقات للظل فقط !

كم أمقته !

نعم .. أمقته كثيرا .. أمقته و أمقت غروره و تظاهره و مشيته المتعالية .. أمقت نظرته البلهاء المفتعلة التى يظنها بالغة الرومانسية .. أمقت تصفيفة شعره و ألوان قمصانه و أحباله الصوتية .. أمقت الساعة التى ولد فيها و الأرض التى سار عليها !

أمقته برغم كونه مصدر رزقى .. و برغم مصاحبتى له فى كل مكان تقريبا ..

انتشر كالكابوس خلال العامين الماضيين .. صار بوسعك أن تستمتع بطلعته البهية و حنجرته الشجية فى كل مكان و فى أى وقت .. افتح التلفاز و ستجد " كليبا " له .. استمع للراديو لتسطدم بأغانيه .. اقرأ أى مجلة لتجد موضوعا عنه أو حوارا معه .. انظر عبر نافذة غرفتك لترى" بوسترا " له .. ادخل الحمام و ستجده فى انتظارك بالتأكيد !

لا أعرف ماذا يملك هذا التافه كى يصبح اسمه جزءا من ثقافة و ذكريات شعب بأكمله .. لا يتمتع بصوت قوى يؤهله لكل هذه النجومية و الشهرة .. و لا يملك شخصية ساحرة تخلب الألباب .. و لا يقدم فنا مختلفا و مهما .. فى الغالب لم تعد هذه المؤهلات تجدى اليوم .. من الواضح أن مؤهلاته الخاصه تتلخص فى عضلات ذراعيه البارزة و شعر صدره الغزير و حركات جسده المائعة .. و للأمانة هو شديد البراعة فى هذه الأمور !

قرأت منذ ما يقارب العام الاعلان الذى نشره فى الجريدة عندما كنت جالسا على القهوة أحقق ذاتى فى لعب الطاولة و مشاهدة الفتيات بعد تخرجى من كلية التجارة .. كان يطلب فيه " بودى جارد " أو حارسا خاصا له يرافقه فى كل مكان بمرتب يسيل اللعاب .. لماذا ؟ .. بالطبع ليحميه من هجوم الفتيات الهائمات بجمال لون بشرته و العصابة الشريرة التى تنتمى لحزب أعداء النجاح المطالب برأسه !

ذهبت للعنوان المرفق و تقدمت للوظيفة .. و لم لا ؟ .. استوعبت منذ زمن حقيقة أن فكرة عملى كمحاسب كما تقول شهادة تخرجى تنتمى لروايات الخيال العلمى .. و لقد كنت أقضى أغلب وقتى بعد تخرجى فى ال " جيم " حتى أصبحت شديد الشبه بالغوريللا .. عادى جدا .. شاب خريج كلية تجارة يعمل غوريللا .. أأأأه .. بودى جارد عند مطرب شهير .. و بالفعل فزت بالوظيفة ..

دوما كنت أعتقد أننى سأصبح وزيرا أو أتولى منصبا قياديا .. نعم .. و لو لم أتول أنا المراكز المرموقة فمن يتول اذن ؟! .. من المستحيل أن يضيع كل ما اكتسبته هباء .. روايات نجيب محفوظ و كتب جمال حمدان .. عبقرية مصطفى محمود و تفرد أحمد خالد توفيق .. تمرد أمل دنقل و جنون محمد منير .. روعة محمد صبحى و دهشة محمد المخزنجى .. كل هذا الخليط داخل هذه الرأس .. اذن فلأعش مطمئنا .. لن يكون منصب رئيس الجمهورية هو أخر طموحاتى بالتأكيد !!

بالطبع اكتشفت أننى كنت أحمق .. فبعد كل ذلك أصبحت مجرد حائط بشرى لحماية هذا الكائن الذى أشك فى استطاعته كتابة اسمه بدون سبعة أخطاء املائية على الأقل !

كرهته لأننى أشعر دوما بأنه سلبنى حقى .. لم أحقق ذاتى فى أى شىء رغم أنى أملك الكثير لأقدمه .. بينما حقق هو ذاته فى كل شىء رغم أنه لا يملك أى شىء ليقدمه ..

حتى على المستوى العاطفى .. أنا الذى لم تحبنى فتاة طيلة حياتى بينما تنهال عليه الفتيات عناقا و تقبيلا فى الحفلات و المهرجانات ..

و لكنى و أخيرا .. وجدت شعاعا من الأمل وسط كل هذا الظلام .. وجدته و لن أتركه يضيع بسهولة .. فليصبح هو غايتي فى الحياة و لأثبت لنفسى من خلاله أنى لا زلت انسانا ..

أجمل من رأيت فى حياتى .. تلك المخلوقة الملائكية الهشة .. جائت هى وعائلتها مؤخرا ليسكنوا فى المنزل المجاور لى .. كم أن ابتسامتها دافئة ! .. كثيرا ما منحتنى تلك الابتسامة و هى تنظر الى فى خجل .. حتى بادرت و تحدثت معها .. صارحتها على الفور بحبى لها فأطرقت فى حياء و ابتسمت ..

سأكون أسعد كائنات الأرض لو أكملت بقية العمر بجوارها .. بالتأكيد هى تحبنى .. كل نظراتها و تعبيرات وجهها تؤكد ذلك .. رتبت لقاء معها اليوم سأخبرها فيه باستعدادى للقاء والدها ..

_ جواز ؟! .. بصراحة انا عرفت انك شغال بودى جارد عند < .... > و كنت عايزه اعرف اذا كان ممكن يعنى تخليني اقابله .. انا بجد بموت فيه .. أدفع عمرى كله واقابله .. رحتله كل حفلاته و برده معرفتش اكلمه .. أكيد معاك نمرة موبايله صح ؟ .. ايه مالك .. مش بترد ليه ؟!


******************
اليوم التالى .. خبر صغير فى مجلة غير شهيرة ..

( انتحار بودى جارد المطرب الشهير < .... > ولا تزال الدوافع مجهولة ) !!

الأربعاء، 16 يوليو 2008

أربع تاجات مرة واحدة ؟ .. أحمدك يا رب !!

انا عارف ان انا قليل الذوق اوى لانى اتأخرت كتير جدا على اجابات التاجات دى .. بس و الله يا جماعه غصب عنى مش بمزاجى .. و يا ريت مش تزعلو منى .. المره دى بقى جالى 4 تاجات مره واحده .. اربعه .. ده انا مكنتش مصدق نفسى لما جالى اول تاج .. انما واضح انها فتحت بقها !

هناخدهم بقى حسب ترتيب الاهدائات واحد واحد كده .. و يا رب تستحملونى عشان كلها اسئلة عن شخصيتي و حاجات كده برده .. أمرنا لله ..

أول تاج من صديقي و زميل على حريتنا عبد الله غنيم .. بشكره اوى و من تانى بعتذرله عشان هو اكتر واحد اتأخرت عليه .. الاسئلة اللى مع التاج كالتالى ..

هل سبق أن فكرت في أفعال مجنونة ؟

القريبين منى على المستوى الشخصى يعرفو كويس ان السؤال كان المفروض يكون ( هل سبق أن فكرت فى أفعال عاقلة ؟ ) ! .. عموما انا الطبيعي بتاعى ان افكارى بتبقى .. احم .. غريبه شويه ..

هل نفذت احد هذه الافعال ؟

ايون فى الغالب لما الواحد بتطق فى دماغه حاجه بيعملها .. و مش بيفكر كتير فى نتايجها حتى لو عارف ان نتايجها هتبقى سوده فوق دماغه ..

ما هو رد فعل من عرف بتلك الافعال ؟

و الله ناس كتير بتقعد تقوللى انت عبيط .. انت هتضيع نفسك .. يا ابني اعقل شويه .. حاجات كده يعنى ..

هل علم بها احد ؟

ايون ما كله بيبقى ع المكشوف .. احنا بتوع الشفافية !

ما هو احساسك بعد ان قمت بأحد الافعال المجنونه ؟

يعنى .. ساعات اندم .. ساعات اضحك .. حسب بقى اللى بيحصللى بعدها ..
هل ندمت على فعل جنوني قمت به كاد أن يودي بحياتك ؟

لا حكاية يودى بحياتى دى حصلت مره واحده بس مندمتش ولا حاجه .. قعدت اضحك بعدها .. انما انا ندمت على حاجات كتير عبيطه عملتها يعنى ..

هل سبق و وقفت أمام مرآة لتقول لنفسك أنك مجنون ؟

يااااااااه .. كتير جدا ..

كده التاج الاولانى اسئلته خلصت .. التاج التانى بقى كان من صديقي مراد ( ميرو ) صاحب مدونة من أجل البشرية المعذبة .. اسئلته صعبه اوى بس برده بشكره كتير و بعتذرله اوى عشان اتأخرت عليه كتير .. الاسئلة اهى ..

لو أعطيتك ثلاث وردات من هم الثلاث الأشخاص اللى هتهديهم الورد اللى معاك ؟

ههدى واحده لاختى العزيزة جدا جدا نودى .. و التانيه لدعاء عمرو ( يا رب حتى تكون جابتلى سبحه ! ) .. و التالته لدكتور احمد خالد توفيق ..

لو أعطيتك ورقة بيها 3 سطور وقلت لك أكتب فيهم اللى أنت عيزه هتكتب إيه ؟

هكتب : ( اللهم أحينى ما دامت الحياة خيرا لى .. و أمتنى ما دام الموت خيرا لى ) ..

ما هو هدفك فى الحياة ؟

ما انا لو قلت مش عارف هبقى انسان تافه بقى و ماليش هدف و عايش كده و بتاع .. بس انا فعلا مش عارف حاجه معينه .. بس اقدر اقول نفسى اعيش مبسوط و خلاص ..

إن شاء الله بكرة هيكون أحسن من النهارده .. هل تصدق هذه المقولة ؟ ولماذا ؟

ده يتوقف على حاجات كتير و ظروف كتير ممكن تتغير .. الله اعلم بقى هتتغير للاحسن ولا للاوحش .. بس انا مش متفائل ..

أجمل مقولة سمعتها فى حياتك ؟

لالا كده هظلم حاجات كتير اوى .. بس فى مقولات كتير اوى سمعتها او قريتها دخلت دماغى و بحبها جدا ..

من المغنى اللى بتحبه أوى و إيه أحلى أغنية ليه بتحبها ؟

محمد منير .. اغنيه واحده ؟ .. لا مقدرش .. منير له اغانى كتير جدا جامده ..
"غزة" تمثل لك إيه فى حياتك ؟

أعتقد ان غزة هى الجزء الأكبر مما تبقى من الكرامة العربية و الاسلامية ..

أعطى لانتمائك لوطنك درجة من مائة ؟

متهيألى مفيش حاجه اصلا اسمها درجه من100 للانتماء .. يعنى ايه دى ؟! .. اعتقد فى واحد بيحب بلده و واحد مبيحبهاش مع انى لسه مشفتش اللى مبيحبهاش ده و ان تظاهر بذلك ..

لو تزوجت و أنجبت بنتين و ولدين أى الأسماء تختار لهم ؟

الولدين .. مصطفى و عبد الرحمن .. البنتين .. مريم و ايمان ..

غشيت فى أمتحان و انت صغير ؟

أساسى يعنى .. و وانا كبير كمان .. اكدب يعنى ! ..

لو أتعرض عليك رشوة كبيرة و انت فى زنقة ماليه هتعمل إيه ؟

فى كلمه قريتها و مش هنساها .. أكثر مخلوقات الله هشاشة هى الفضيلة التى لم تختبر بعد ! .. الطبيعي انى ارد دلوقتى و اقول اكيد مش هاخدها و المبادىء و القيم و و .. لكن وقت الاختبار العملى الحقيقي الله اعلم ايه اللى ممكن اعمله .. فاكيد بدعى ربنا يثبتنى فى الاوقات الصعبه .. ده اللى اقدر اقوله ..

قول 3 صفات ب 3 كلمات بس توصف بيهم شخصيتك ؟

متبرقل .. جرنشوف .. ليظوك ..

اول مرتب ليك وكان كبير يكفي تجيب اغلى هدايا هاتجيب لكل فرد في عيلتك ايه ؟

مش جايب انا حاجه لحد .. انا هدلع نفسى بقى ده اول مرتب ..

ايه المجال اللى غير دراستك و شايف نفسك فيه قوي ؟

انا نفسى اطلع حاجات كتير كده مع بعض .. يعنى مش مستعد اتنازل عن اى حاجه .. و انا عارف ان فى الاخر مش هعمل اى حاجه منهم اساسا .. مالها قعدة القهوة و الله زى الفل !

بتحب السفر؟

ايون بس لاماكن بحبها بقى .. مش السويس و الخنقة ..

طب دلوقتى حالا ايه المكان اللى نفسك تكون فيه ؟

نفسى اروح كوالالامبور جدا .. بيقولو جامده ..
ياااااااااه اخيرا الاسئلة خلصت .. انا ههدى التاجين دول بقى للعسوله برنسيس بيري و للعزيزة جدا انجى ابراهيم ..

التاج التالت بقى من بيري .. انا بشكرها اوى ع التاج بس هو اسئلته نفس اسئلة اول تاج جالى بتاع دعاء مواجهات اللى هو اتكلم عن نفسك و كده .. فاكيد مش هقول تانى عشان الناس كده هتضربنى ..

التاج الرابع من انجى ابراهيم .. بشكرها جدا جدا ع التاج بس هو برده اسئلته نفس اسئلة التاج التانى اللى جالى من دكتور هيما .. يلا بقى يا اوجى معلش هتكلفى نفسك و تنزلى تقرى الاجابات من تحت !

و اخيرا .. متشكر اوى ليكو كلكو يا جماعه انكم استحملتونى كل ده .. و بشكر تانى كل واحد دخل المدونه هنا و قرا كلمه فيها عجبته او معجبتوش .. و كل سنه وانتو طيبين كلكو .. باقى شهر و نص بس على رمضان .. مسلسلات بقى للصبح !




الجمعة، 4 يوليو 2008

عنصرية البالون و القلم الرصاص !!

بالتأكيد كلنا يتذكر الأزمة التى زامنت القرار الباهت الذى اتخذه نقيب الممثلين أشرف زكى بمنع الممثلين العرب من أداء أكثر من عمل فى مصر فى العام الواحد .. أغلب الأراء كان معارضا صارخا للقرار و البعض كان مؤيدا بشدة .. لاحظت _ و الله ملاحظة بريئة _ أن أغلب المؤيدين كانوا من الممثلين المصريين أنصاف الموهبة قليلي الظهور فى الأعمال الفنية .. و عموما ليس موضوعى الأن هو القرار أو ما ثار حوله .. فقد تم قتل ذلك بحثا و مناقشة و دراسة و فحص و محص و كأنهم يبحثون عن حل لقضية الشرق الأوسط ..

الموضوع بدايته معى كانت عندما شاهدت ذلك البرنامج " التحفة " ( ايه النظام ) .. هو برنامج يقدمه حسين الامام ولا يمكن وصفه سوى بأنه برنامج خفيف ولا يمكن الوقوف عنده كثيرا .. حسين الامام كان من أشد المؤيدين _ بالطبع _ لقرار أشرف زكى .. و كان فى تلك الحلقة يستضيف عدد من الممثلين الشباب المصريين الذين لا أذكر أسماؤهم ..كان يحاول بكل شراسة أن يثبت أن القرار حكيم و صائب و يحقق عدالة الله فى الأرض .. حتى وصل به الأمر الى هذا الحوار ..

حسين : " هو يعنى تيم حسن يعرف يعمل فيلم زى كده رضا ؟ "

أحد الممثلين الشباب : " لاااااء .. طبعا ميعرفش " ..

_ " أحمد حلمى بقى يعرف يعمل الملك فاروق ! " ..

_ " ااااااااه .. طبعا يعرف !! " ..

( همهمات اعتراض من الجمهور فى البرنامج )

حسين : " أيوه يعرف يعمله طبعا و يعمله كمان احسن من تيم بكتير .. و انا شخصيا اتحدى ان انا اعمله احسن من اى حد !! "


حوار سخيف عقيم كان الأولى أن يصدر من صبية قليلى التهذيب يحاولون استعراض عضلاتهم أمام بنت الجيران لينالوا اعجابها و يخرجون ألسنتهم لبعضهم البعض لا أن يدور فى برنامج تليفزيونى على قناة يشاهدها الملايين ..

أحب أحمد حلمى كثيرا و أحب أفلامه .. و شاهدت مسلسل الملك فاروق و أجده مسلسلا رائعا .. تيم حسن كان متألقا و أعتقد أنه بالفعل ممثل عظيم الموهبة .. و لكن أعتقد أنه من المعروف للجميع أن حارس المرمى الجيد لا يمكن أبدا أن يكون مهاجما جيدا و العكس .. حلمى و تيم كلاهما موهوبان و لكن كل فى مكانه و منطقته .. و لكن حسين الامام هدم كل المنطق فى عباراته التى _ غالبا _ لم يكن يعيها .. بمنتهى البساطه قرر أن تيم لم يؤد الدور كما يجب و أنه كان من الممكن أن يؤديه أفضل منه .. بخس حق و موهبة الرجل لمجرد أن يثبت أنه موهوب .. بالعافية موهوب .. نفى كل ابداعه و أدائه الراقى ليثبت أنه أفضل منه .. لا بل ليثبت أن المصريين أفضل من السوريين ..


هذا الحوار قاد ذهنى الى التفكير فى أشياء عديدة أصبحت من المسلمات و أصبحنا نفعلها كل يوم دون أن تثير حفيظتنا أو نتوقف قليلا لنفكر فيها ..

نحن _ معشر العرب _ نملك قدرا مهولا من العنصرية ضد بعضنا البعض .. غير الخليجي ينظر للخليجي باعتباره بالون مغرور عديم العقل يرتدى الجلباب و غطاء الرأس و يبذر أمواله الطائلة فى كل مكان .. غير السودانى ينظر للسودانى باعتباره قلم رصاص أسود نحيل قليل الذكاء جائع دائما يبحث عن الرزق بأى وسيلة .. حتى فى أفلامنا المصرية يظهر السودانى دائما فى دور الخادم و توجه له الجملة الخالدة : " روح اندهلى سيدك ! " .. غير اللبنانيين ينظرون للبنانيين باعتبارهم رجال مائعين و " ملعوب فى أساسهم " و متحررين زيادة عن اللزوم .. الخليجي ينظر لبقية العرب باعتبارهم أوباش فقراء حقودين يأتون بلاده ليعملوا بالأجرة عنده و يتمنى لو استيقظ يوما ليجدهم زالوا من الوجود .. اللبنانى ينظر لبقية العرب باعتبارهم متزمتين و رجعيين .. دعك طبعا من الضغائن المتبادلة بين اللبنانيين و السوريين .. و بين الكويتيين و العراقيين .. و بين المصريين والليبيين .. و بين حسين الامام و تيم الحسن !!

نحن نضطهد بعضنا البعض و لو على المستوى الفكرى .. نحن عنصريين جدا بطبعنا .. حاول أنه تضبط نفسك و أنت تسخر من السودانى الذى يبيع الولاعات جنب بيتكم أو الخليجي الذي رأيته هنا أو هناك فى أحد شوارع القاهرة و ستدرك ما أقول .. نحن العرب نصرخ و نملأ الدنيا عويلا و نشكو دائما كوننا مضطهدين فى كل مكان من أمريكا الى أوروبا الى جميع دول العالم .. و نحن نحمل داخلنا أضعاف هذا الاضطهاد ضد بعضنا البعض ..

دائما ما نغنى و ننشد و نعوى و نصرخ مطالبين بضرورة تفعيل الوحدة العربية و بأننا شعوب شقيقة .. نهتف و نسب رؤساء دولنا _ بغض النظر عن أنهم جميعا يستحقون كل هذا السب _ لأنهم لا يملكون قرارا واحدا مشتركا و لا يستطيعون توحيدنا تحت راية واحدة .. و نحن أساسا لا نحترم بعضنا على الاطلاق و لا ننظر لبعضنا نظرة احترام .. نعتبر دائما علاقتنا تضاربية لا تكاملية ..

المشكلة ليست دائما فى الرؤساء وحدهم .. المشكلة داخلنا جميعا .. فلنحاول جميعا اعتبار أنفسنا كيانا واحدا .. فلنذيب كل تلك الخلافات و الفروق الشخصية قبل أن نطالب رؤسائنا بذلك .. فلننظر لبعضنا نظرة احترام أو حتى نظرة قبول .. و ليقوم حسين الامام بدور الملك فاروق و يبقى يقابلنى لو حد اتفرج عليه !!