الأحد، 18 يناير 2009

مضاجعة قاتلة !

كم أنت وغد يا شاكر !

الوقت الآن تجاوز العاشرة مساء و هو لم يأت بعد .. رغم تأكيدي عليه و الوعود التى اقتنصتها منه بأن يأتى مبكرا .. أخبرته بأن الشقة ستكون خالية الليلة بعد أن ذهبوا جميعا لزيارة خالتى فى الاسماعيلية .. و أوصيته بإحضار قطعة الحشيش و السى دى من صديقنا محمود .. كلا لن يكون هناك فتيات .. الفتيات يحتجن الكثير من المال و أنا لا أملك شركات لتصنيع حديد التسليح لأضاجع فتاة كل ليلة !

أكد لى محمود أن هذا السى دى بالذات يحتوى فيلما جنسيا غير تقليدي .. وعدنى أننى سأرى فيه ما لم و لن أراه فى حياتى .. كان يتحدث بمنتهى الفخر عن السى دى حتى تصورت أنه يحتوى فيلما له مع أنجلينا جولى .. نجح القذر فى مهمته و جعلنى أتحمس جدا لمشاهدة هذا السى دى الطفرة .. اتفقت معه على أن يذهب شاكر إليه الليلة ليحضر السى دى الذى لن تحلو مشاهدته بالطبع بدون قطعة الحشيش .. و لكن شاكر تأخر كثيرا .. بالتأكيد سيتحجج الحيوان بالمشاجرة التى وجدها فى الطريق و التى كان لابد أن يتدخل ليفضها من باب الـ" جدعنة " .. دائما هذه الحجة ولا شىء سواها .. الوغد يفتقد العقلية الابتكارية و يفترض أننى سأصدق أنه الوكيل الوحيد لفض مشاجرات كوكب الأرض .. لو كان بهذا النجاح لعينوه أمينا عاما لمجلس الأمن منذ زمن !

أخيرا دقات على الباب .. أقسم أننى سأفقده رجولته لو كان لم يأت بالـ" مصلحة " من محمود ! ..

_ ألم أطلب منك المجىء مبكرا يا غبى .. لقد أوشك الليل أن ينتصف .. هذا ليس منزل أهلك لو كنت تفهم ذلك !

_ آسف يا زعيم ..صدقنى ليس الذنب ذنبى .. كان هناك مشاجرة كبيرة و أنا فى الطريق و ..

_ اه .. و اضطررت أن تتوقف لتفضها بالطبع .. مفهوم .. المهم .. أحضرت المصلحة ؟

دس يده فى الجيب الداخلى لمعطفه لتخرج حاملة السى دى و الحشيش .. غمز بعينه اليسرى و ابتسم .. بادلته الابتسام و شعرت بارتياح لمستقبل الليلة .. أعتقد أنها ستكون ليلة رائعة ..

دخلت المطبخ .. أحضرت كوبا لنتعاطى فيه الحشيش .. أعطيت الكوب لشاكر ليقوم بالواجب .. فتحت جهاز الكمبيوتر .. تناولت السى دى .. ألقمته للجهاز .. ارتفع هدير دوران السى دى .. امتلأ الكوب بدخان الحشيش .. استنشقه شاكر بقوة .. ناولنى الكوب لأستنشق بدورى .. تسلم يديك يا محمود ! .. الحشيش عالى فعلا كما قال لى .. ناولت الكوب لشاكر ثانية و فتحت الفيلم على السى دى .. اسم الفيلم " مضاجعة قاتلة " .. اسم موحى فعلا .. يبدو أنه سيكون فيلما مثيرا حقا ..

_ عرفت أن اسرائيل تقصف غزة الآن ؟ .. لقد سمعت أن الكثير من الفلسطينيين قد قتلوا .. اه من هؤلاء الاسرائيليين .. فعلا خنازير !

لا أعلم لماذا يتسبب الحشيش دائما فى تصاعد الحس الوطنى لدى شاكر ! .. الجميع يتعاطى الحشيش لينسى ما يحدث و شاكر يتعاطاه ليفكر فيما يحدث أكثر و يتمعن و يتفلسف .. يبدو أنه لن يكف عن الثرثرة طوال الليل .. عموما لن أدع ثرثرته تفسد على استمتاعى بالليلة .. لقد بدأ الفيلم بداية مبشرة حقا ! .. الفتاة تملك جسدا مثيرا و ترتدى فستانا مفتوحا راقدة على الفراش .. الفتى تبدو عليه القوة .. و لكن شىء ما فى نظراته ينفرنى منه .. هذا الفتى غير مريح بالمرة .. و لكن هذا الأمر لا يحدث فارقا كبيرا .. الأهم بالنسبة لى بالطبع هى الفتاة ..

_ سمعت بيريز رئيس اسرائيل يقول ان مصر دولة مسئولة و لن تقوم بأى خطوة غير محسوبة .. و يؤكد أن مصر هى حليفتهم الأولى فى المنطقة !

الفتى يداعب الفتاة .. يقبلها .. يعانقها .. يلمسها لمسات خبيرة فى مناطق حساسة من جسدها .. الفتاة بدأت تذوب تماما بين يديه .. أصبحت الفتاة شبه فاقدة الوعى لا تعلم ما يدور حولها ..

_ شاهدت خطابا لحسنى مبارك يلقى فيه باللوم على حماس و يحملها مسئولية ما يحدث !

ابن العاهرة ! .. هذا الفتى لا يضاجع الفتاة بشكل آدمى ! .. إنه يعاملها بعنف و سادية شديدتين .. و يبدو أن الفتاة تستمتع بذلك كثيرا ..

_ يقولون أن ليفنى أعلنت الحرب على غزة فى خطابها من قلب القاهرة !

أيتها الحيوانة ! .. تلك الفتاة تستمتع بالعنف الذى يستخدمه الفتى معها .. بالتأكيد هى تعانى خللا نفسيا ما ..

_ أتعتقد أن اسرائيل من الممكن أن تحارب مصر ثانية فى يوم من الأيام ؟! .. أنا أعتقد أنها ستلتزم بمعاهدة السلام حتى النهاية !

ما هذا الذى يحدث ؟! .. الفتى يستغل نشوة الفتاة و عدم تركيزها .. انه يدس يده فى درج الكومود جوار الفراش .. يخرج سكينا ضخما كبيرا ثم ..

_ لا .. لا أعتقد .. اسرائيل لن تنقض عهدها معنا !

يضع السكين على عنق الفتاة .. يحركها بسرعة .. الفتاة لا تستطيع المقاومة .. صدمتها المفاجأة .. أذهلها الرعب .. يذبحها بقوة .. بغل .. بعنف ..

_ يستحيل أن يحاربوننا مرة أخرى .. يستحيل !

فصل رأسها عن جسدها .. و أغرقت الدماء الفراش !

الأربعاء، 14 يناير 2009

20 !

أبدا لم يلفت هذا الرقم انتباهى طيلة حياتى .. ليس من أرقامى المفضلة و لا أحمل ذكرى معينة معه .. أراه رقما بدينا أخرقا ضعيف الشخصية .. بعكس رقمى المفضل 7 الذى أراه جذابا مفعما بالنشاط و الطاقة .. و لكنه الآن فقط أصبح كيانا واضحا فى حياتى .. أصبح يملك أذرعا و أقداما و أبعادا و تفاصيل .. فاليوم 14 يناير يتم قلبى عشرين عاما من الخفقان .. أوراقى الرسمية تؤكد أننى ولدت يوم 28 يناير و لكنها كذبة كبيرة شربتها الحكومة .. كذبة واحدة على الحكومة لن تضر أحدا خاصة أنها لا تكف عن الكذب آناء الليل و أطراف النهار ..

اليوم هو عيد ميلادى العشرين .. ليس يوما مهما أو حدثا تاريخيا فى تاريخ الأمة .. لن أنتظر من البراكين أن تثور و لن أطلب حفلا غنائيا يحييه تامر حسنى أو احتفالا رسميا فى دار الأوبرا المصرية يحضره السيد الرئيس و السيدة حرمه .. أعرف أنه شىء لا يهم أحدا على ظهر هذا الكوكب أو الكواكب المجاورة .. و لكن لدى احساس متضخم بأننى يجب أن أتوقف هنا قليلا قبل فوات الأوان .. الحق أننى لا أعلم أى أوان هذا الذى سيفوت و لا أدرى كيف سيفوت أساسا و لكن هذه ليست مشكلتى .. المهم أننى بالفعل أرى أننى اكتفيت تماما من هذه الحياة و أننى عشت بالقدر الكافى .. و أنفجر اندهاشا ممن يطيقون الحياة حتى السبعين و الثمانين .. ألم يشعرو حتى الآن بتعفن أحد أطرافهم ؟! .. أعتقد أن رائحة العفن أصبحت هى الظاهرة السائدة فى هذا البلد منذ زمن !

أرى أن العام الماضى فى سلسلة سنوات حياتى كان هو الأكثر دسامة .. و لذلك قررت أن أسجل بشكل موجز أهم النقاط التى استطاعت حفر مكان فى ذاكرتى .. فقط لمجرد التأريخ .. و حتى أستطيع مراجعة نفسى بشأنها لاحقا ..

فى عامى الماضى : بدأ اهتمامى بالكتابة يتزايد .. أنشأت هذه المدونة .. كتبت فيها 26 موضوع أكثرهم لا يعجبنى .. و أراه معدل بطىء جدا بالنسبة لعام كامل .. تعرفت على عالم التدوين بشكل جيد .. أعجبنى عدد قليل نسبيا من المدونات و أبهرنى الأقل .. نشر لى ثلاث مقالات فى جريدة الدستور و مقال و قصة قصيرة فى موقع بص و طل .. أعجب بكتاباتى عدد لا بأس به ممن قرأوها .. حصلت على مراكز أولى فى مسابقات أدبية شبابية على الانترنت .. حققت حلما قديما عندما قابلت دكتور أحمد خالد توفيق .. اعجابى و انبهارى بدكتور أحمد خالد ازداد بشكل كبير .. و فى المقابل فقدت اعجابى ببعض الشخصيات .. أخيرا تمكنت من الحصول على رواية يوتوبيا بعد بحث لاهث عنها طيلة العام .. أحضرها لى صديق عزيز منذ أربعة أيام تقريبا .. استطاع الحصول عليها من شقيق صديق شقيقه خصيصا من أجلى ! .. قرأت يوتوبيا و أراها جيدة .. انتقل بعض الأعزاء الى جوار الله .. بالرغم من أننى لم أعد أسعى بأى شكل لتكوين علاقات إنسانية من أى نوع مع أى شخص الا أن علاقاتى زادت بشكل كبير و لا أدرى كيف .. و بالرغم من ذلك ازداد احساس الاغتراب بداخلى بشكل قاتل .. أصبح الكثيرون يرون أننى تغيرت و أصبحت غريب الأفكار و الأطوار .. لست متأكدا من كونهم مخطئين .. تعرفت على الكثير من الأشخاص الجدد منهم من أحببته فعلا و أصبح جزء من حياتى .. و فى المقابل فقدت احساسى ببعض من كنت أعتبرهم مقربين .. أصبحت أكره السفر الى السويس بشكل غريب .. ازدادت كراهيتي للكلية و المواد و الدراسة بشكل مرضى .. لم تعد فكرة مذاكرتى لمواد الكلية مطروحة أساسا بالنسبة لى .. نجحت فى عامى الدراسى الماضى بمعجزة .. و يبدو أننى على وشك الرسوب هذا العام .. أصبحت أدخن السجائر و الشيشة بشكل دائم و لكننى لم أصبح بعد مدخنا شرها .. أصبح محمد منير هو مطربى الأول بلا منازع .. كونت قناعاتى الخاصة عن الكثير من الأشياء و فى اتجاهات متعددة .. انضممت فترة لجمعية صناع الحياة و أعجبت بها الى حد كبير .. واجهت كثيرا من الهدم و الهجوم و الاحباطات من أغلب من حولى .. أصبحت عصبيا بشكل مبالغ فيه .. اقتنعت بالفعل أن هناك ثقافة عامة منتشرة عنوانها " فن الاحباط " و قد استخدمت معى ببراعة .. لم أعد أطيق الجلوس مع شخص متظاهر .. لم أعد أميل كثيرا للمناقشات و الجدال لأننى فعلا أصبت بالملل خاصة أن نفس الكلام يتكرر باصرار عجيب .. أعتقد أننى أصبت على أقل تقدير بضغط الدم و لكنى لست متأكدا لأننى لا أزور طبيبا ..

للأمانة يجب أن أقول أن هناك بعض الأشياء لم يتم ذكرها .. أشياء خاصة أريد أن أحتفط بها لنفسى .. و أشياء يجب ألا أفصح عنها من باب " إذا بليتم فاستتروا " .. و أشياء بالتأكيد سقطت سهوا .. و لكنى متأكد أن الكم الذى ذكرته كفيل بأن يصدع رءوسكم و يجب أن أكون رحيما بكم و بنفسى و أكتفى بذلك ..

اليوم عيد ميلادى العشرين .. حدث تافه آخر لم يكن يستحق كل هذا الذى كتبته فى الأعلى .. و لكنه كتب بالفعل و لم يعد هناك سبيل للتراجع .. كل عام و أنا لست طيبا ولست بخير على الاطلاق .. و أعتذر بشدة لكل من قرأ هذا المقال لأنى أشركته رغما عنه فى أفكارى السوداوية .. و أدعو الله أن يأتى العام القادم لأكتب شيئا جيدا خاليا من الاكتئاب .. أو لا يأتى على الاطلاق !