الاثنين، 15 ديسمبر 2008
و إنا جميعا لمنتظرون !
الأحد، 23 نوفمبر 2008
نقل عبد الحميد الأنصارى !
و سهر الليالى .. و كل يوم بحال .. "
كان صوت منير ينطلق ليملأ كل فراغات السيارة .. صارخ معذب ضاغط على كل أعصابى .. ربما يكون هو الحسنة الوحيدة التى فعلها ذلك السائق الذى أستقل الأن سيارته الأجرة .. السائق الذى _ كعادة كل سائقى الأجرة _ يدخن بشراهة و يعاملك طيلة الوقت باعتبارك " جوز امه " .. عصبى نامى الذقن طويل الأظافر .. دائم الشجار و اللعن و السباب .. كنت متوقعا منه أن يدير أغانى من نوعية : " أنا عامل دماغ تماااااام .. مام .. مام .. مام .. مام " و لكنه _ و لحسن الحظ _ خيب ظنى الفنى فيه و قام باطلاق العصب العارى المدعو مجازا بـ " محمد منير " ..
بالذات هذه الأغنية ! .. بالذات على هذا الطريق !
الأن أستطيع أن أرى بوضوح وجه هشام الذى يختلج انفعالا بكلمات الأغنية .. عندما كنا نسمعها سويا كانت كل حركة فى جسده تنطق بمعانيها .. كل نظرة من عينيه تجعلك تقسم أن منير غناها خصيصا من أجله .. هشام الذى أهدته لى الأيام بديلا لتعويضي عن شخصيتي الانطوائية و عزلتى و وحدتى الدائمة .. ربما يكون الوحيد الذى فهمنى فى هذا العالم .. لم يكن حبى لهشام مجرد حب لمجرد صديق .. هو شعور من السخف أن أحاول شحنه فى بعض الكلمات العرجاء القاصرة ..
الأن أذكرك يا هشام .. أذكرك مسافرا على نفس الطريق الذى كان هو طريقك الى عالم أخر غامض .. كان هو نهاية حياتك العزيزة القصيرة ..
" سؤااااال .. بسألك .. ايه أخرة الأحزان ..
دمعتى موالى و الحنين قتال .. "
منذ أن عرفتك يا هشام بملامحك الجادة و نظراتك الثاقبة .. دوما كنت أراك دائم الحركة محموم النشاط .. أولوياتك المطلقة هى العمل و الاجتهاد و تحقيق الذات .. كنت أشعر دوما بأن الحياة اللعينة تسلبك منى .. تستحوذ عليك تماما و ترسم لك قصورا من الأحلام التى كنت دائم الركض نحوها بلا كلل ..
" سؤااااال .. بسألك .. ايه أخرة الأحلام ..
ليلاتى وخدانى فى بحر م الأوهام .. "
كنت أشعر أن ركضك المستمر نحو أهدافك التى لا تنتهى سببه الأساسى خوف مستقر بداخلك يعتصر كيانك .. خوف من المستقبل و من الأيام القادمة .. أنت تركض نحو الحياة خوفا منها و ليس حبا فيها .. كنت أعرف ذلك جيدا و كنت دائما ما أقوله لك ..
_ هشام .. لا تدع خوفك من القادم يفسد عليك استمتاعك بالحاضر .. أنت تضيع أجمل أيام عمرك و زهرة شبابك فى قلق و تعب و لهاث فارغ لا معنى له .. صدقنى يا هشام ستفيق يوما ما عندما تصبح ضخم الكرش شائب الشعر واهن الجسد و ستندم على تضييعك الكثير .. الأحاسيس الانسانية لا تقدر بمال يا هشام .. لا تعطى هذه الدنيا أكبر من حجمها .. انها دنيا حقيرة يا صديقي .. و نهايتنا ستكون واحدة ..
كنت تنظر لى نظرة تحمل الكثير .. نظرة ألمح فيها العتاب كما ألمح فيها الاتهام .. تتهمنى صامتا بأننى أحاول احباطك و هدم عزيمتك و تثبيط همتك .. اتهام لم تنطق به يوما .. و نظرة كانت تخيفنى منك كما كانت تقلقنى عليك ..
يوما بعد يوم كانت الحياة تأخذك منى و من كل من حولك .. كنت تعلو الدرجات فى عملك .. حياتك المادية تزدهر .. و حياتك الأنسانية تضمحل و تنكمش .. لم أكن أدخر فرصة لتذكيرك ..
" انها دنيا حقيرة يا صديقي .. و نهايتنا ستكون واحدة .. "
" سؤاااااال .. بسألك .. ايه أخرة العذاااااب ؟! "
أبدا لم تستمع لى يا هشام .. دوما كنت أرى نفس النظرة المتهمة .. لم تتغير أبدا و لم تعر كلامى اهتماما .. ازددت ركضا مع الأيام .. و ازددت ازدهارا فى عملك و بسطة فى مالك .. حتى ابتعت هذه السيارة التى يحلم بها الكثيرون .. كنت حقا سعيدا بها .. لمحت هذه السعادة فى عينيك .. لم تكن تدرى أنها ستكون وسيلة انهاء رحلتك المرهقة التى لم تسمح لنفسك خلالها أبدا بأن تستريح .. لم تكن تعلم و أنت تسير على نفس هذا الطريق أن هناك الكثير من سائقى سيارات النقل يقودون سياراتهم و هم تحت تأثير المواد المخدرة .. لم تكن تدرى أن سائق هذه السيارة التى كانت أمامك بالذات منهم .. تبا لكل سيارات النقل و تبا لكل سائقيها !
_ تبا لكل سيارات النقل و تبا لكل سائقيها !
كانت هذه من السائق الذى أجلس جواره والذى انتشلتنى صرخته العصبية من خواطرى .. نظرت فى اتجاه يديه فوجدت سيارة نقل ضخمة تسير بسرعة كبيرة أمامنا مباشرة و تفصلنا عنها أمتار قليلة .. دارت عيناى بسرعة على جسم السيارة .. كانت تحمل على ظهرها الكثير من الصناديق المرسوم عليها أجهزة كهربية تحمل علامات تجارية فاخرة .. و قد انتشر عليها _ كعادتهم جميعا _ الكثير من الكلام المتظرف من نوعية : " متبصش يا عبيط دى الحلوة بالتقسيط " و هذا الكلام الفارغ .. و كانت بالطبع تحمل لوحة أرقام كتب عليها " نقل عبد الحميد الأنصارى " لونها أبيـ ...
لحظة !
نقل عبد الحميد الأنصارى ؟! .. اسمى أنا مكتوب على لوحة أرقام سيارة نقل ؟!
بالتأكيد عقلى المنهك يتلاعب بى أو أن هذه النظارة الطبية السخيفة لم تعد تعمل كما يجب .. خلعت النظارة و فركت عيني جيدا و أمعنت النظر فأيقنت أنها كذلك بالفعل .. نقل عبد الحميد الأنصارى ! .. كيف يمكن ذلك ؟! .. هل أطلقت الحكومة أخيرا اسمى على محافظة من المحافظات تقديرا لجهودى العظيمة فى خدمة الوطن و .. جهودى العظيمة ؟ .. وطن ؟ .. اتلهى يا عبد الحميد !
ماذا يحدث اذن ؟! .. فكرت أن أسأل السائق عن المكتوب على اللوحة ثم تراجعت خاصة أنه ليس لطيف المعشر الى هذا الحد .. و لكن الجواب جائنى فجأة حين صرخ السائق :
_ أه يا ابن الكاااالب .. سواق ابن كلب صحيح .. الله يلعن أبو البحيرة ع اللى بييجو م البحيرة !
اذن المكتوب على اللوحة : نقل البحيرة ! .. نقل البحيرة .. السيارة التى قتلت هشام كانت أيضا نقل البحيرة !
حسنا .. فلتكن حتى نقل كوالالامبور فليس هذا وقته .. لماذا أراها أنا نقل عبد الحميد الأنصارى ؟! .. و لماذا لا يراها السائق مثلما أراها ؟! .. و لماذا تعترض هذه السيارة طريقنا بهذه الطريقة الجنونية الغريبة ؟! .. دارت عيناى بجنون على السيارة لعلى أفهم أى شىء أو أجد أى جواب على تساؤلاتى ..
" تاعبنى سؤااااالى .. يا ريت الاقى جواب .. "
و عندما وقعت عيناى على مرأة السيارة و وجدت عيني هشام الثاقبتين الناظرتين نحوى و وجهه الذى ملأته ابتسامة تحمل من القسوة قدر ما تحمله من السخرية .. فهمت كل شىء ..
الجمعة، 7 نوفمبر 2008
عن اللقاء الأهم !
انا بتكلم و هو بيسمع .. غريبة اوى دى !
لازق فيه مش هاين عليا امشى .. كنت رخم جدا !
مذبهل انا اوى فى الصوره دى .. مع انه مكانش مركز معايا خالص .. بس مالكوش دعوه عجبانى برده !
الخميس، 23 أكتوبر 2008
مجرد نصف أنف !!
عندما تذكر هذه الكلمات فلابد أن يقفز الى الأذهان اسم ( مصطفى عرفان ) !
و عندما يذكر مصطفى عرفان لابد و أن تتردد فى ردهات عقلك بعض الكلمات " سيئة السمعة " التى تصدر عنه دوما ..
فمصطفى عرفان ذو العشرين عاما معروف جدا فى محيطه بكونه سليط اللسان الى أبعد الحدود .. لا يتفوه بجملة الا و يكون نصفها على الأقل سباب بذىء و ألفاظ فاحشة !
هذا هو ما يعرفه الجميع عن مصطفى .. أما ما لم يعرفه أحد فهى حقيقة غريبة فى حياة مصطفى .. هى أن مصطفى عرفان كان يتنفس بنصف أنف ! .. كانت أنفه تعانى تلفا غريبا و هو أن فتحتا التنفس كانتا بالنسبة له فتحة واحدة ! .. منذ مولده و فتحة منهما لا تعمل على الاطلاق .. يستنشق هواءه الذى يبقيه حيا خلال فتحة واحدة فقط .. و لم يفكر يوما فى الذهاب الى طبيب لأن الأمر بالنسبة له لم يكن يمثل مشكلة ما ..
يمكننا القول بأن مصطفى عرفان لا يأخذ من الهواء سوى نصف ما نأخذه نحن !
عرف مصطفى دائما بأرائه الغريبة .. فى أى موضوع و فى أى شىء كانت دائما أرائه صادمة جدا و منفرة .. لم يكن أحد يستطيع تحمله أو يحب محاورته .. دائما هو متحمس لأرائه الغريبة من شعر رأسه و حتى أصابع قدميه .. غير قابل للتنازل عن أى جزء منها .. يدافع عنها بمنتهى القوة و الثورة .. و يهاجم كل من يخالفه بأفحش الأساليب و أقذع الألفاظ ..
ضاق كل من حول مصطفى به ذرعا .. فلم يحدث أبدا أن جلس أحد ليتحدث معه و لم ينته الأمر بشجار عنيف و اهدار كرامة .. و دائما ما تكون كرامة الطرف المضاد لمصطفى بالطبع !
فى أول الأمر كانوا يعتقدون أنه يوما ما ربما تهدأ ثورته قليلا أو يتراجع الى حد ما عن حماسه المبالغ فيه لأفكاره و معتقداته العجيبة .. و لكن الكارثة أنه كان يزداد يوما بعد يوم صلفا و مكابرة و تعصبا لأرائه و أفكاره .. و بالتالى يزداد بذائة و حدة فى الدفاع عنها .. و تزداد كرامة من يعارضه نزفا للدماء !
هجر الناس مصطفى .. ابتعدوا عنه .. لم يعودوا يستطيعون الحياة جواره أو الجدال معه أو مجرد النظر اليه .. تكون داخلهم _ رغما عنهم _ ارتباط شرطى بين مصطفى عرفان و الكثير من المعانى الكريهة .. مثل الغرور و التكبر و الصلف و بذائة اللسان و التعصب المجنون للرأى .. أصبح مصطفى هو المعادل الحى لكلمة ( جنون ) ! .. و ترددت الكلمة كثيرا .. مجنون .. مجنون ..
و لأن مجتمعه لفظه بشكل كامل .. و لأن الجميع أراد ما حدث .. لذلك فقد كان لابد أن يحدث ..
تم حجز مصطفى فى مستشفى للأمراض النفسية و العصبية .. !
و فى صباح ذلك اليوم .. و قبل أن يجد الأطباء جثته الباردة المائل لون جلدها الى الزرقة مستلقيه على الفراش .. وجدوا بجوار مصطفى تلك الكلمات ..
( كانت دائما الحقيقة العارية هى نصف ما يتلقاه الناس من كل ما حولهم .. فقط النصف .. بينما كان النصف الأخر تنويعات على نغمة " كيف أخفى الحقيقة العارية ؟!! " .. فمثلما يكتسب الناس ادراك الحقيقة البكر كما خلقها الله .. يكتسبون أيضا كيفية اخفائها و الالتفاف حولها و التحايل عليها .. يكتسبون كيفية اقناع نفسهم و من حولهم بعكسها أو بوجه شائه لها .. اعتادوا هذا التحايل لأن الحقيقة البكر دائما ما تكون قاسية .. لا تستطيع تحملها الجبال .. و لذلك حرص الانسان دائما على الهروب من ادراكها أو الاعتراف بها لنفسه أو للأخرين .. منذ قديم الأزل و هو يتفنن فى اخفائها و تشويهها كى يتمكن _ كما يظن _ من الحياة فى " بعض " راحة البال .. كى لا تنسف رأسه أفكارا قاتمه عاصفة لا تبقى ولا تذر ..
فى القديم ابتكر الانسان هذا الفن الجديد المدعو بـ " التحايل على الحقيقة " .. ثم أصبح الأن يكتسب هذا الموروث الانسانى من كل ما حوله و من حوله .. أصبح يتنفسه مع الهواء الذى يملأ به رئتيه .. يستنشقه من كل ما يحيط به .. الجميع يصب فى خانة الجميع .. أصبح التحايل على الحقائق البكر هو القاعدة منذ أزمان طويلة .. و أصبح كل جيل يوجد يستنشق فنونا جديدة للتحايل مع كل استنشاقه للهواء الذى يمنحه الحياة ..
و لأننى خلقت بنصف أنف .. فقد كنت منذ مولدى أتنفس فقط نصف ما يتنفسه الناس .. كان كل ما يملأ صدرى و عقلى و جوارحى هو فقط الحقيقة الجرداء العارية من أى شبهة زيف ! .. كانت حقائق الأشياء هى كل المدخلات التى ترد عقلى .. لم أستطع _ رغما عنى _ اكتساب هذا النصف الأخر من الفنون و الطرق المتداولة للالتفاف حول تلك الحقائق التى كانت تردنى .. فقط الحقيقة العارية الصادمة القاتلة هى ما كنت أحيا بها !
و لذلك كنت دائما فى حالة ذهول عميق ضارب الجذور داخل أعماق روحى .. ذهول ناتج عن التناقض الفج اللا انسانى بين ما أدركه من حقائق و ما يحدث حولى من كل من يحيطون بى .. كنت أتحدث و أصرخ و يجن جنونى و أنا أحاول اقناع كل من حولى بغباء ما يفعلون .. أحاول تنبيههم لمحاولاتهم المستمرة خداع أنفسهم .. أحاول أن أبين لهم ما أراه أنا من حقائق صافية نقية .. و لكن بلا جدوى ..
انصرفوا عنى و اعتبرونى مجنونا .. كانت الفجوة تزداد بيننا يوما بعد يوم .. كلما ابتعدوا هم عن الحقيقة كلما اتسعت الفجوة بيننا ..
ارتفع صوت صراخى .. سالت الدماء من أحبالى الصوتية و هى تطالبهم بالعودة .. تمزقت ! .. تمزقت و تمزق كل جزء منى من فرط ما عانته أعصابى من احتراق و ما عاناه عقلى من ارهاق ..
و مع يأسى من انصاتهم أو سماعهم لصرخاتى المستمرة .. و مع انصرافهم المنتظم عنى الى الأبد .. أصبحت أتمنى فى كل وقت أن أصبح مثلهم .. لماذا يا ربى خلقتنى بنصف أنف ؟! .. لماذا لم تمنحنى أنفا كاملة مثل كل من حولى ؟ .. لماذا لم تعطنى امكانية خداع نفسى كما يفعلون هم ؟ .. يا ربى كل ما أطلبه منك هو نصف أنفى الأخر .. مجرد نصف أنف !!
و لكن هيهات .. لم أستعد نصف أنفى الأخر .. و لم أستعد معه القدرة على المعايشة و التعايش .. القدرة على المخادعة و الخداع .. نصف أنفى الذى عشت به طوال عمرى مصمم على تعذيبي الى الأبد ..
حقائق عارية .. أصرخ ..
صادمة .. أعصابى تنهار .. مخيفة .. رأسى يتمزق .. قاتلة .. قلبى يتواثب ..
تبا لك من نصف أنف !! .. تبا لك و لكل ما تحمله لى من متاعب .. لم أعد أستطيع تحملك لساعة أخرى ..
لا تريد أن تمتنع عن تعذيبي ؟ .. حسنا .. سأجعلك أنا تمتنع عما تجلبه لى .. و لنر من منا يستطيع هزيمة الأخر !! )
الأربعاء، 8 أكتوبر 2008
عن المواطن سلجابى !!
بالطبع كنت أنا أيضا أردد دوما هذا الكلام .. أغضب و ألعن و أسب هذا الشعب لأنه لا يتحرك كلما حدث شىء ما من الحكومة يتسبب _ و ما أكثر هذه الأشياء _ فى ارتفاع ضغط دمى .. و لا زلت الى الأن أتفوه بهذه العبارات لا اراديا دون وعى كلما حدث شىء ما يستدعيها الى ذهنى ..
باختصار .. كلنا أجمعنا أن الشخصية المصرية شخصية سلبية بطبعها ..
و لكنى أرجوكم الأن الى النظر الى الأمر من زاوية أخرى ..
عندما يعتاد انسان ما على عدم استعمال عضو من اعضاء جسده و يتم اهماله بشكل كامل .. فان هذا العضو يصيبه التضاؤل و الضمور .. ثم لا يصبح له أى قيمة تذكر فى الجسد و يصبح بعد ذلك غير قابل أصلا للاستخدام ..
لم يعتد الانسان المصرى منذ قديم الأزل على ممارسة حقه الطبيعي فى الاختيار او الاعتراض .. اختيار حياته التى يراها مناسبة له .. اختيار حاكمه .. الاعتراض على قرارات رؤسائه التى يراها خاطئة .. كل هذه الحقوق الأصيلة تم سلبها منه بشكل عفوى جدا و تلقائى للغاية حتى أصابه الشك فى كونها أصلا من حقوقه .. قهره حكامه منذ أن كان التاريخ رضيعا و حتى أصابته الشيخوخه .. لم يسأله أحد أبدا فى يوم ما " انت ايه رأيك فى الموضوع ده ؟ .. طب نعمله و لا منعملهوش ؟ " .. حتى ألهته التى يعبدها كان فراعينه يفرضونها عليه .. سلبوه حقوقه فى وقت لم تكن فكرة حرية الانسان و حقوقه تبلورت فيه بشكل كافى فلم يملك مبررا قويا يدفعه للثورة أو الاعتراض .. حتى أصيب هذا العضو المعنوى المسمى بـ " القدرة على الاعتراض و الاختيار " بالتضاؤل و الضمور من فرط اهماله الاجبارى .. من يأتى الأن ليحاسب الشعب المصرى على سلبيته يشعرنى بأنه كان نائما لألاف السنوات ثم استيقظ فجأة ليجد شعبا يائسا محبطا مستسلما فيصرخ هادرا شاتما لاعنا الشعب و اللى جابو الشعب .. يتحدث فقط عن النتائج دون النظر الى المقدمات ..
نعم .. ربما يكون الشعب المصرى سلبيا .. و لكن لسلبيته أسباب أعمق بالتأكيد من كونها عيبا خلقيا ..
هناك قاعدة طبية معروفة تقتضى بأنه بمعالجة المرض يزول العرض تلقائيا .. بينما معالجة العرض نفسه لا تسبب زوال المرض .. و لا تؤدى الا الى ضياع الكثير من الوقت يستشرى فيها المرض أكثر فى جسد المريض ..
أرى أن سلبية المواطن المصرى ما هى الا عرض من أعراض مرض الاستبداد الذى بليت به مصر منذ أن ظهرت فى الوجود دولة تسمى مصر .. فكما يقول المفكر العظيم جمال حمدان : " مصر حكومة و طلعلها شعب !! " .. مرض الاستبداد كالسرطان ينتشر فى خلايا الشعوب و تظهر أعراضه و اضحة فى سلوكياتهم .. الانسان المصرى يشعر دائما و أبدا بالقهر فى كل الأوقات و تحت كل الظروف .. شعور يولد لديه الاحساس بعدم الأمان داخل بلده و بجوار أقرب الناس اليه .. مما يؤدى به الى الشعور بالتضاؤل .. ثم الانكماش داخل نفسه و الهروب خوفا من خطر لا يعلم مداه .. و يظهر هذا الانكماش و الهروب بوضوح فى السلبية و عدم المشاركة فى أى شىء او الاعتراض على أى قرار ظالم ..
لا ينبغى أبدا أن نترك المرض و نظل ننظر باستنكار الى العرض .. فليزول الاستبداد أولا من على عاتق المواطن المصرى لتزول معه السلبية و اللامبالاه .. و لكن أرجوكم أن تتوقفوا عن الافتراء على هذا الشعب و نعته دائما بالسلبية .. فليس على المريض حرج !
ملحوظة أخيرة : أعتقد أن الثمانين مليون مصرى على يقين تام بأن المواطن المصرى سلبى و غير قادر على قول لا .. فى حين أن الثمانين مليون أنفسهم يشكلون هذا الشعب المصرى .. يعنى المواطن واخد باله انه سلبى و بيقول انه سلبى .. و المواطن اللى عارف انه سلبى و بيقول انه سلبى يبقى مواطن مش سلبى !! .. نفى النفى اثبات .. لو كان المواطن فعلا سلبى الى هذه الدرجه و مطرمخ و مفيش حاجه فارقه معاه كان زمانه عاجبه حاله و فاكر نفسه عايش 100 فل و عشره .. لكن كونه معترض على اسلوب حياته و شايف انه لازم يعترض و يقول لأ فده بيضفى عليه صفه ايجابية بتقل معاها صفته السلبية .. يعنى قول انا ايجابى جدا لأنى معترف ان انا سلبى جدا !! .. أو الافضل فى الحالة دى متقولش سلبى و لا ايجابى .. قول انا مواطن سلجابى !!
الأحد، 14 سبتمبر 2008
التقدم نحو الخلف !!
أتحدث هنا عن المدونين ..
اعتادوا دوما أن يهاجموا و ينقدوا .. يتأملوا و يحللوا .. دائما هم فى موقف الرقيب و فى وضع المتربص .. و لذلك فلم يحدث أبدا أن نالهم أى نقد موضوعى .. أقصد بالطبع النقد الهادف الى توجيههم للأفضل و تعرية عيوبهم أمامهم جيدا .. و ليس الموجه من أشخاص و جهات ترعى النظام الفاسد و الحكومة التى فاحت رائحتها حتى أصيب الجميع بالغثيان ..
ليس هناك أحد فوق النقد .. لا أحد فى التاريخ الانسانى كله غير قابل لتفنيد عيوبه و مواجهته بها برفق أحيانا _ اذا كان الرفق أفضل _ و بعنف و قسوة أحيانا أخرى _ اذا كانا هما الأجدى _ سوى الأنبياء و المرسلين الذين تكفل الله وحده سبحانه و تعالى بأن يعصمهم من الخطأ و الزلل ..
نعم .. هذه المقدمة الطويلة كانت لكونى أنتوى أن أنقد المدونين و أتأمل قليلا ببعض العمق فى عالمهم .. مقدمة هدفها فقط تهيئة عقول المدونين التى اعتادت فقط على النقد و الهجوم لأن تستقبل بعض النقد .. المدونين الذين أراهم متدفقى الكتابات _ ما شاء الله مبنقرش _ منفجرى النشاط دون أن يتوقف أى منهم لحظة ليسأل نفسه : ماذا أقدم بالظبط لمن يقرئوا ما أكتب ؟ .. ماذا أضيف لمجتمعى ( ان كنت أضيف أصلا ) ؟ هل أضيف قيمة لمن يقرأ أم أهدم _ و لو حتى بدون قصد _ مبدأ و أزرع أفكارا خاطئة ؟
اذا كنت راضيا عن الأوضاع فلماذا أنا راضى ؟ و ان كنت ساخطا على النظام و لا أكف عن الهجوم عليه فلماذا أيضا أنا ساخط ؟ و هل أنا ساخط حقا الى هذه الدرجة ؟!
أكاد أقسم أن النسبة الأكبر من المدونين لا تدرى أصلا لم تفعل ما تفعله .. ربما جزء ما لا يزال نقيا بداخله يخبره بأنه يخدع نفسه و يتمادى فى ايهامها .. و لكنه لا يستطيع أن يقاوم كل كيانه الذى يريد أن يقنعه بأنه يملك هدفا و مبدأ .. يرهب الضغط على نقاط ضعفه فى سبيل ايجاد علاج لها .. و يتمركز و يتمسك فقط بمميزاته التى يراها فى نفسه أو التى يريد رؤيتها ..
أعتقد أن النماذج الغير جيدة فى المدونين كثيرة .. و أعتقد أيضا أنه حان الوقت لمواجهة أنفسهم بأخطائهم .. فالأحرى من فئة مثل المدونين الذين يدعون طيلة الوقت المثالية و الملائكية و يتصيدون أخطاء غيرهم بحجة رغبتهم فى " تقدم المجتمع " أن يواجهوا أنفسهم أولا و ليكونوا أكثر قسوة على أنفسهم .. ينبغى لهم ليتقدموا و يصبح تأثيرهم أقوى أن يرتدوا قليلا نحو الخلف .. فلو أن مبدأهم فاسد فكل ما يقولوه _ حتى لو ظاهره رغبة الاصلاح _ فاسد ايضا .. لنرتد قليلا الى الخلف حتى نسير نحو الأمام بضمير مطمئن ..
( راااائع .. ايه الحلاوة دى .. من أجمل ما قرأت .. متمكن و موهوب .. معانى جديده و احساس عالى .. الخ ) ..تلك كانت فقط مقاطع صغيرة للغاية من سلاسل طويلة لا تنتهى من تملق و رياء متناثر دوما فى تعليقات المدونين على كتابات بعضهم البعض .. حتى هنا على مدونتى أجده كثيرا على نصوص أكتبها و أعرف يقينا أنها متواضعة و ضعيفة أدبيا .. فجأة تكتشف من التعليقات أن جميع مدونى مصر هم نسخ أخرى من يوسف ادريس أو أحمد خالد توفيق .. الكل يتملق الكل و بغزارة منقطعة النظير ..
نفاق أجد له الكثير من التفسيرات الغير مريحة على الاطلاق .. مثلا من الممكن أن يكون هذا الكلام هو الرأى الحقيقي لكاتبه .. و لكن عندما يكون النص المكتوب ضعيف أدبيا ركيك لغويا _ و ما أكثر هذه النصوص _ فقائله بالتأكيد حمار لا يفقه شيئا ولا ينقد على أسس موضوعية .. و فى هذه الحالة أفضل ما يفعله هو أن يخرس و لا يدلى برأيه .. احتمال أخر أكثر عفونة .. هو أن يكون المتملق شابا و الكاتبة فتاة .. طبعا فى هذه الحالة فانه ينافقها طمعا فى شىء ما أخر و علاقة أخرى تجمعهما غير كونه قارىء لها .. مستغربين صح ؟
أقسم بالله أن ما سأقوله حدث حرفيا .. جائتنى دعوة اضافة على الايميل الخاص بى ثم اكتشفت أنه مدون صاحب مدونة معروفة .. كلمنى دقيقتين على اعتبار أننى فتاة _ و هو ما يدل على الغباء المتناهى لهذا الشخص .. هو عارف نفسه _ ثم عندما اكتشف أننى شاب لم يرد على بكلمة .. و لم يدخل مدونتى أو يضع تعليقا بها بعد ذلك !!
موقف أخر حدث مع مدونة زميلة .. كانت تتحدث على الايميل مع أحد المدونين الشباب عندما تطاول عليها فى الحديث .. كلام مقزز و ألفاظ قذرة و أسلوب مقرف .. أتذكر جيدا صدمتها عندما كانت تروى لى هذا الموقف .. كانت هى الأخرى تتخيل أنه _ من كتاباته التى تشع مثالية و ثورة على الخطأ _ ينقصه جناحان ليصبح ملاكا .. بالمناسبة هذان ليسا نموذجين فرديين كما سيدعى البعض .. بل هما عنوان لشريحة كاملة فاسدة من المدونين ..
احتمال أخر للتملق .. هو أنه ينافق لينافقه الأخرون .. أو باللغة الأكثر وضوح " يكسب زبون " يأتى عنده دائما فى المدونة و يضع تعليقاته التى تنفجر اعجابا بروعته و أسلوبه ..و كأننا فى سباق محموم هدفه جمع أكبر عدد من المعجبين .. أو أكبر عدد من المنافقين ..
كارثة وجود هذا النفاق و التملق أن المدون بعد فترة يصدقه و يستمد ثقته بنفسه منه .. ثم مع الوقت بعد أن يري كل هؤلاء الحواريين المسبحين بحمده كل يوم يعتقد أنه وصل لقمة الهرم الفكرى .. يتخيل أنه كون معتقداته عن كل شىء فى الحياة و كل من يعتقد غير معتقداته فهو حمار بدون جدال .. يتملكه الغرور .. كل المدونين يملكون نرجسية غير طبيعية .. ثم يتحول من مغرور نرجسى الى ديكتاتور لا يقبل النقاش و لا يثنيه أحد عن أرائه مهما كان وضوح حجته .. ربما يصبح يوما أكثر ديكتاتورية من حسنى مبارك شخصيا .. أعرف الكثير من هذه النماذج و لا أطيق حتى الحديث معهم ..
الكارثة أن المجتمع كله يعانى الزيف .. زيف فى كل شىء .. ثم أكتشف أن من كانوا يهاجمون بضراوة هذا الزيف مزيفون حتى النخاع .. مجتمع تملكه الخراب و فئة خربة و متصدعة تهاجم هذا الخراب أملة فى تغييره !!
غبت فترة ليست قصيرة ثم عدت .. عدت مهاجما فئة من المفترض أننى أنتمى اليها .. و لكننى أعلن الأن أننى لا أنتمى لجماعة المدونين حتى لو استمريت أكتب فى هذه المدونة .. أريد فقط أن أنتمى لعدد محدود منهم أراهم فعلا أقوى من كثير ممن يدعوا فى أنفسهم بطولة ليست بهم رائحتها .. و أرى أن هذه المدونة فقط وعاء مضطر لأن أصب فيه كل ما يجول بعقلى من أفكار لأننى لا أجد وعاء أخر .. و أتمنى أن يقرأ هذا الموضوع أكبر عدد من المدونين و ان كنت أشك أن أحدا سيقرأه من الأساس خصوصا أننى أعتقد انهم نسونى منذ فترة .. لأن منهم الكثير لا يهمه سوى أن أذهب لمدونته لأعلق على ما يكتبه ليأتى الى هو الأخر .. و أنا لا أتعامل بـ " منطق الحلاقين " هذا .. و لن أذهب بعد ذلك سوى لمن أقتنع به و لن أكتب تعليقا يحمل شبهة مجاملة أو نفاق .. و أرجو من كل من يقرأ هذا الكلام من المدونين _ و أنا أولهم _ ألا يستثنى نفسه من النقد و يعتبر نفسه فوق مستوى الشبهات .. ليفكر جيدا و ليسمح لنفسه ببعض الوقت يرتد فيه نحو الخلف .. فقط ليكون تقدمه أكبر و خطواته أسرع !
الخميس، 7 أغسطس 2008
من غير عنوان !
انا مكنتش ناوى اكتب حاجه على فكره ..
بس انا كتبت لانى لقيت انه من قلة الذوق اسيبكم كده و اعيش انا مع نفسى كده ف افكارى ..
قلت اعيشكم معايا بالظبط اللى انا حاسس بيه عشان تعذرونى ..
بصو يا جماعه ..
من بعد الموضوع بتاع برائة ممدوح اسماعيل ده و انا مش مركز ..
قعدت افكر .. هو انا المفروض اكتب فيه ؟
طيب لو كتبت .. هكتب ايه يعنى ؟ .. اكيد لو سبت نفسى براحتى مش هكتب غير سلسة هائلة من الشتايم الخارجة و الألفاظ النابية التى يندى لذكرها الجبين و هوجهها كلها للقاضى و لممدوح اسماعيل و لحسنى مبارك .. بس طبعا مينفعش عشان المفروض ان دى مدونة محترمة و فى أنسات بيدخلو عندنا ..
وبعدين اصلا لو كتبت حاجه .. هتفرق فى ايه ؟ .. اللى هكتبه ده مثلا هيخليه ياخد اعدام بدل البرائة ؟
باختصار .. انتابنى شعور كارثى بالتضاؤل ..
انا ولا حاجه .. و معلش يعنى .. انتو ولا حاجه .. اكتبو .. و ابقو قابلونى ..
فقررت انى مكتبش فى الحوار ده ..
طيب .. كويس .. طب اكتب فى ايه بقى ..
فى مواضيع كتير كانت فى دماغى .. و كنت عايز اتكلم فيها ..
بس بعد اللى حصل .. لقيت انه من السخف انى اتكلم في اى موضوع .. هحس انى بضحك على نفسى ..
مقدرتش ..
و بالتالى قلت انا مش هكتب حاجه خالص لاجل غير مسمى ..
لكن رجعت قررت اكتبلكو اللى كتبته ده عشان تبقو عارفين اللى فيها و متزعلوش منى لما اقعد فتره طويله مكتبش ..
حاجه اخيره واقفه ف زورى بس هقولها قبل ما اسيبكو ..
جاء فى حيثيات حكم البرائة على سيدنا و مالك أرواحنا ممدوح اسماعيل البنود الأتية ..
_ الضحايا لم يموتوا نتيجة الغرق .. بل ماتوا نتيجة صدمات عصبية و التهابات فى الحلق .. ( !!!!! )
_ ممدوح اسماعيل و نجله غير مسئولين عن الابلاغ عن غرق العبارة .. ( !!!!! )
لو كان اللى بيتكلم مجنون .. يبقى المستمع عاقل ..
بعد الكلام ده متهيألى انى خدت القرار الصح لما قلت مش هكتب عن موضوع البرائة .. مالوش لزوم .. مالوش لزوم .. و ربنا ما ليه لزوم ..
سلام يا جماعه ..
الجمعة، 25 يوليو 2008
مخلوقات للظل فقط !
نعم .. أمقته كثيرا .. أمقته و أمقت غروره و تظاهره و مشيته المتعالية .. أمقت نظرته البلهاء المفتعلة التى يظنها بالغة الرومانسية .. أمقت تصفيفة شعره و ألوان قمصانه و أحباله الصوتية .. أمقت الساعة التى ولد فيها و الأرض التى سار عليها !
أمقته برغم كونه مصدر رزقى .. و برغم مصاحبتى له فى كل مكان تقريبا ..
انتشر كالكابوس خلال العامين الماضيين .. صار بوسعك أن تستمتع بطلعته البهية و حنجرته الشجية فى كل مكان و فى أى وقت .. افتح التلفاز و ستجد " كليبا " له .. استمع للراديو لتسطدم بأغانيه .. اقرأ أى مجلة لتجد موضوعا عنه أو حوارا معه .. انظر عبر نافذة غرفتك لترى" بوسترا " له .. ادخل الحمام و ستجده فى انتظارك بالتأكيد !
لا أعرف ماذا يملك هذا التافه كى يصبح اسمه جزءا من ثقافة و ذكريات شعب بأكمله .. لا يتمتع بصوت قوى يؤهله لكل هذه النجومية و الشهرة .. و لا يملك شخصية ساحرة تخلب الألباب .. و لا يقدم فنا مختلفا و مهما .. فى الغالب لم تعد هذه المؤهلات تجدى اليوم .. من الواضح أن مؤهلاته الخاصه تتلخص فى عضلات ذراعيه البارزة و شعر صدره الغزير و حركات جسده المائعة .. و للأمانة هو شديد البراعة فى هذه الأمور !
قرأت منذ ما يقارب العام الاعلان الذى نشره فى الجريدة عندما كنت جالسا على القهوة أحقق ذاتى فى لعب الطاولة و مشاهدة الفتيات بعد تخرجى من كلية التجارة .. كان يطلب فيه " بودى جارد " أو حارسا خاصا له يرافقه فى كل مكان بمرتب يسيل اللعاب .. لماذا ؟ .. بالطبع ليحميه من هجوم الفتيات الهائمات بجمال لون بشرته و العصابة الشريرة التى تنتمى لحزب أعداء النجاح المطالب برأسه !
ذهبت للعنوان المرفق و تقدمت للوظيفة .. و لم لا ؟ .. استوعبت منذ زمن حقيقة أن فكرة عملى كمحاسب كما تقول شهادة تخرجى تنتمى لروايات الخيال العلمى .. و لقد كنت أقضى أغلب وقتى بعد تخرجى فى ال " جيم " حتى أصبحت شديد الشبه بالغوريللا .. عادى جدا .. شاب خريج كلية تجارة يعمل غوريللا .. أأأأه .. بودى جارد عند مطرب شهير .. و بالفعل فزت بالوظيفة ..
دوما كنت أعتقد أننى سأصبح وزيرا أو أتولى منصبا قياديا .. نعم .. و لو لم أتول أنا المراكز المرموقة فمن يتول اذن ؟! .. من المستحيل أن يضيع كل ما اكتسبته هباء .. روايات نجيب محفوظ و كتب جمال حمدان .. عبقرية مصطفى محمود و تفرد أحمد خالد توفيق .. تمرد أمل دنقل و جنون محمد منير .. روعة محمد صبحى و دهشة محمد المخزنجى .. كل هذا الخليط داخل هذه الرأس .. اذن فلأعش مطمئنا .. لن يكون منصب رئيس الجمهورية هو أخر طموحاتى بالتأكيد !!
بالطبع اكتشفت أننى كنت أحمق .. فبعد كل ذلك أصبحت مجرد حائط بشرى لحماية هذا الكائن الذى أشك فى استطاعته كتابة اسمه بدون سبعة أخطاء املائية على الأقل !
كرهته لأننى أشعر دوما بأنه سلبنى حقى .. لم أحقق ذاتى فى أى شىء رغم أنى أملك الكثير لأقدمه .. بينما حقق هو ذاته فى كل شىء رغم أنه لا يملك أى شىء ليقدمه ..
حتى على المستوى العاطفى .. أنا الذى لم تحبنى فتاة طيلة حياتى بينما تنهال عليه الفتيات عناقا و تقبيلا فى الحفلات و المهرجانات ..
و لكنى و أخيرا .. وجدت شعاعا من الأمل وسط كل هذا الظلام .. وجدته و لن أتركه يضيع بسهولة .. فليصبح هو غايتي فى الحياة و لأثبت لنفسى من خلاله أنى لا زلت انسانا ..
أجمل من رأيت فى حياتى .. تلك المخلوقة الملائكية الهشة .. جائت هى وعائلتها مؤخرا ليسكنوا فى المنزل المجاور لى .. كم أن ابتسامتها دافئة ! .. كثيرا ما منحتنى تلك الابتسامة و هى تنظر الى فى خجل .. حتى بادرت و تحدثت معها .. صارحتها على الفور بحبى لها فأطرقت فى حياء و ابتسمت ..
سأكون أسعد كائنات الأرض لو أكملت بقية العمر بجوارها .. بالتأكيد هى تحبنى .. كل نظراتها و تعبيرات وجهها تؤكد ذلك .. رتبت لقاء معها اليوم سأخبرها فيه باستعدادى للقاء والدها ..
_ جواز ؟! .. بصراحة انا عرفت انك شغال بودى جارد عند < .... > و كنت عايزه اعرف اذا كان ممكن يعنى تخليني اقابله .. انا بجد بموت فيه .. أدفع عمرى كله واقابله .. رحتله كل حفلاته و برده معرفتش اكلمه .. أكيد معاك نمرة موبايله صح ؟ .. ايه مالك .. مش بترد ليه ؟!
الأربعاء، 16 يوليو 2008
أربع تاجات مرة واحدة ؟ .. أحمدك يا رب !!
أساسى يعنى .. و وانا كبير كمان .. اكدب يعنى ! ..
الجمعة، 4 يوليو 2008
عنصرية البالون و القلم الرصاص !!
الموضوع بدايته معى كانت عندما شاهدت ذلك البرنامج " التحفة " ( ايه النظام ) .. هو برنامج يقدمه حسين الامام ولا يمكن وصفه سوى بأنه برنامج خفيف ولا يمكن الوقوف عنده كثيرا .. حسين الامام كان من أشد المؤيدين _ بالطبع _ لقرار أشرف زكى .. و كان فى تلك الحلقة يستضيف عدد من الممثلين الشباب المصريين الذين لا أذكر أسماؤهم ..كان يحاول بكل شراسة أن يثبت أن القرار حكيم و صائب و يحقق عدالة الله فى الأرض .. حتى وصل به الأمر الى هذا الحوار ..
حسين : " هو يعنى تيم حسن يعرف يعمل فيلم زى كده رضا ؟ "
أحد الممثلين الشباب : " لاااااء .. طبعا ميعرفش " ..
_ " أحمد حلمى بقى يعرف يعمل الملك فاروق ! " ..
_ " ااااااااه .. طبعا يعرف !! " ..
( همهمات اعتراض من الجمهور فى البرنامج )
حسين : " أيوه يعرف يعمله طبعا و يعمله كمان احسن من تيم بكتير .. و انا شخصيا اتحدى ان انا اعمله احسن من اى حد !! "
حوار سخيف عقيم كان الأولى أن يصدر من صبية قليلى التهذيب يحاولون استعراض عضلاتهم أمام بنت الجيران لينالوا اعجابها و يخرجون ألسنتهم لبعضهم البعض لا أن يدور فى برنامج تليفزيونى على قناة يشاهدها الملايين ..
أحب أحمد حلمى كثيرا و أحب أفلامه .. و شاهدت مسلسل الملك فاروق و أجده مسلسلا رائعا .. تيم حسن كان متألقا و أعتقد أنه بالفعل ممثل عظيم الموهبة .. و لكن أعتقد أنه من المعروف للجميع أن حارس المرمى الجيد لا يمكن أبدا أن يكون مهاجما جيدا و العكس .. حلمى و تيم كلاهما موهوبان و لكن كل فى مكانه و منطقته .. و لكن حسين الامام هدم كل المنطق فى عباراته التى _ غالبا _ لم يكن يعيها .. بمنتهى البساطه قرر أن تيم لم يؤد الدور كما يجب و أنه كان من الممكن أن يؤديه أفضل منه .. بخس حق و موهبة الرجل لمجرد أن يثبت أنه موهوب .. بالعافية موهوب .. نفى كل ابداعه و أدائه الراقى ليثبت أنه أفضل منه .. لا بل ليثبت أن المصريين أفضل من السوريين ..
هذا الحوار قاد ذهنى الى التفكير فى أشياء عديدة أصبحت من المسلمات و أصبحنا نفعلها كل يوم دون أن تثير حفيظتنا أو نتوقف قليلا لنفكر فيها ..
نحن _ معشر العرب _ نملك قدرا مهولا من العنصرية ضد بعضنا البعض .. غير الخليجي ينظر للخليجي باعتباره بالون مغرور عديم العقل يرتدى الجلباب و غطاء الرأس و يبذر أمواله الطائلة فى كل مكان .. غير السودانى ينظر للسودانى باعتباره قلم رصاص أسود نحيل قليل الذكاء جائع دائما يبحث عن الرزق بأى وسيلة .. حتى فى أفلامنا المصرية يظهر السودانى دائما فى دور الخادم و توجه له الجملة الخالدة : " روح اندهلى سيدك ! " .. غير اللبنانيين ينظرون للبنانيين باعتبارهم رجال مائعين و " ملعوب فى أساسهم " و متحررين زيادة عن اللزوم .. الخليجي ينظر لبقية العرب باعتبارهم أوباش فقراء حقودين يأتون بلاده ليعملوا بالأجرة عنده و يتمنى لو استيقظ يوما ليجدهم زالوا من الوجود .. اللبنانى ينظر لبقية العرب باعتبارهم متزمتين و رجعيين .. دعك طبعا من الضغائن المتبادلة بين اللبنانيين و السوريين .. و بين الكويتيين و العراقيين .. و بين المصريين والليبيين .. و بين حسين الامام و تيم الحسن !!
نحن نضطهد بعضنا البعض و لو على المستوى الفكرى .. نحن عنصريين جدا بطبعنا .. حاول أنه تضبط نفسك و أنت تسخر من السودانى الذى يبيع الولاعات جنب بيتكم أو الخليجي الذي رأيته هنا أو هناك فى أحد شوارع القاهرة و ستدرك ما أقول .. نحن العرب نصرخ و نملأ الدنيا عويلا و نشكو دائما كوننا مضطهدين فى كل مكان من أمريكا الى أوروبا الى جميع دول العالم .. و نحن نحمل داخلنا أضعاف هذا الاضطهاد ضد بعضنا البعض ..
دائما ما نغنى و ننشد و نعوى و نصرخ مطالبين بضرورة تفعيل الوحدة العربية و بأننا شعوب شقيقة .. نهتف و نسب رؤساء دولنا _ بغض النظر عن أنهم جميعا يستحقون كل هذا السب _ لأنهم لا يملكون قرارا واحدا مشتركا و لا يستطيعون توحيدنا تحت راية واحدة .. و نحن أساسا لا نحترم بعضنا على الاطلاق و لا ننظر لبعضنا نظرة احترام .. نعتبر دائما علاقتنا تضاربية لا تكاملية ..
المشكلة ليست دائما فى الرؤساء وحدهم .. المشكلة داخلنا جميعا .. فلنحاول جميعا اعتبار أنفسنا كيانا واحدا .. فلنذيب كل تلك الخلافات و الفروق الشخصية قبل أن نطالب رؤسائنا بذلك .. فلننظر لبعضنا نظرة احترام أو حتى نظرة قبول .. و ليقوم حسين الامام بدور الملك فاروق و يبقى يقابلنى لو حد اتفرج عليه !!
الاثنين، 23 يونيو 2008
رسالة كراهية حارة صادقة !!
لا أستطيع أبدا وصف احساسى عندما سمعت تفاصيل هذه الكارثة .. سمعتها فى برنامج ما على لسان مذيع ما .. ولكن من الممكن أن أقول الأن مطمئنا أننى لن أضار أبدا لو رأيت العزيز أحمد عز يتم سلخه حيا فى ميدان عام .. تتهمنى بالسادية ؟! .. نعم لقد أصبحت ساديا .. ارتحت يا سيدي ؟ .. ما هو اللى بشوفه فى البلد دى مش شويه والله !
القصه كما يلى .. هناك قانون فى مصر لمنع الممارسة الاحتكارية .. كانت هناك مادة فى القانون تنص على أن المحتكر يدفع للدولة _ على سبيل العقاب المادى _ 300 مليون جنيه أو 15 % من الأرباح أيهما أكبر .. يعنى لو النسبة أقل من الـ 300 يدفع الـ 300 .. لو النسبة أعلى من الـ 300 يدفع النسبة حتى لو وصلت مليارات .. طيب دى حاجه كويسه .. الحكومه شغاله اهو يا جدعان !
كانت هناك مادة أخرى تسمى شاهد الملك .. تنص على أنه لو أبلغ شخص ما يعمل فى شركة ما عن مستندات أو أدلة تدل على فساد هذه الشركة .. يتم التعامل معه باعتباره شاهد ملك و لا تتم معاملته كشريك فى هذا الفساد .. و يحميه القانون تماما .. و هى مادة تشجع بالطبع على ايقاظ ضمائر البعض و تشجعهم على شهادة الحق دون خوف و القانون فى صفهم .. برده شىء رائع ..
اللى حصل بقى كالأتى .. من كام يوم فى مجلس الشعب اجتمع أحمد عز بالنواب و تم اقتراح الغاء المادتين اللى لسه مكلمكم عنهم دلوقى !!!!! .. الغاء شاهد الملك .. يعنى اللى هيبلغ بعد كده هيتسحل .. و الغاء نسبة الـ 15 % و الاكتفاء بالـ 300 مليون جنيه .. يعنى مهما سرق مش هيدفع غير الـ 300 مليون اللى هما بالنسباله فكة بالمناسبة !!!
تم تمرير الاقتراح على النواب الذين كان أغلبهم من الحزب الوطنى بالطبع .. ها موافقين يا جدعان .. كله رفع ايده طبعا .. دوى الصوت المألوف من الأخ الغالى أحمد فتحى سرور .. موااااافقة .. هييييييييييييييييييييه !
تم كل ذلك فى غياب وزير الصناعة و التجارة رشيد محمد رشيد بسبب سفره الى الخارج .. لأنه من القلائل المحترمين فى الحكومة و بالطبع لم يكن ليوافق على حدوث هذه المهزلة .. وقد هدد الرجل بالاستقالة فعلا بعد عودته الى مصر ردا على هذه الكارثة .. أحمد عز لعبها صح أوى .. استغل فرصة غياب الراجل المحترم و طبخ الطبخه فى ظل وجود اقفاص الجوافه من أمثال أحمد فتحى سرور و زكريا عزمى و نواب الحزب الوطنى الأفاضل .. تتهمنى مرة أخرى بالوقاحة ؟! .. لنكن منصفين قليلا و لنوجه تعبير الوقاحة و الصفاقة لمن يستحقه .. فى اللى أوقح منى بكتير أوى فى البلد دى !!
أحمد عز .. يمكن القول أن هذا الـ ( رجل ) أقوى رجل فى مصر حاليا .. رجل فوق القانون .. لا هو ليس فوق القانون بل هو من يضع القوانين فى مصر أساسا .. يفصلها على مقاسه .. هذا الرجل يحكم مصر الأن فعليا .. ولا عزاء لحسنى مبارك !
فلينهب أحمد عز و يسرق و يمتص دماء الشعب كما يحلو له اذن .. فقد تم وضع قانون يسرى على 80 مليون مصرى من أجل سواد عيونه .. و لسان حال الحكومة ينطقها واضحة .. أيها المواطن المصرى .. فلتذهب الى الجحيم !! .. فى ستين داهية الشباب الغلابة اللى عايزين يتجوزو و مش لاقيين شقة .. المهم أحمد عز .. فى ستين داهية ارادة و رغبة 80 مليون مصرى .. المهم أحمد عز .. فى ستين داهية نواب المعارضة و أقلام الشرفاء و دفاعهم عن حقوق الناس .. المهم أحمد عز .. طب ما نغير بقى اسم الجمهورية و نخليها جمهورية أحمد عز العربية .. و ربنا هى دى اللى ناقصة !
الأغرب من كل هذا أننى بعد ذلك شاهدت فى أحد البرامج من يدافع عن أحمد عز .. وكيل اللجنة الاقتصادية فى مجلس الشعب .. هو رجل لا يمكن وصفه سوى بكلمة من 4 حروف لن أذكرها هنا .. يدافع بكل ضراوة عن القانون الجديد و يبرر و يراوغ و يتطاير اللعاب من بين شدقيه .. كان نفسى المذيع ساعتها يسأله سؤال واحد بس .. هو مقبضك كام ؟؟
فى النهاية أريد أن أقول مباشرة لأحمد عز .. أنا ألعنك و ألعن اليوم الذى ولدت فيه و ألعن الحكومة التى تدعم فسادك و ألعن الرئيس الذى تركك تقتل أبناء وطن من المفترض أنه يحكمه .. و غير أسف بالمرة على وقاحتى .. و انا لله و انا اليه راجعون .. هتوحشونى كلكو والله يا جماعة !
الجمعة، 13 يونيو 2008
عن جنة و دجاج كنتاكى و المسوخ و أشياء أخرى !!
عندما بدأت الفقرة .. افتتحها المذيع متشدقا _ كالعادة _ بمصر الولادة و بالمواهب الذهبية التى تتألق و تظهر من وسط عمق أعماق طمى نيل مصر و ما الى ذلك .. و قال أن الطفلة ( جنة جوهر ) البالغة من العمر عشر سنوات سوف تصبح امتدادا ليوسف ادريس و نجيب محفوظ .. و لكنى _ وللأسف _ اكتشفت أن ذلك لن يحدث ابدا ! .. ليه ؟؟ سؤال وجيه فعلا .. بص يا سيدي ..
جنة _ الطفلة المصرية السمراء الرقيقة _ ألفت رواية للأطفال بعنوان ( Sharktanic ) .. تيمنا بالقصة الشهيرة الخاصة بالسفينة تايتانيك .. و قد تم نشر الرواية بالفعل .. و الرواية باللغة الانجليزية ان كنت لم تلاحظ ذلك !
جنة لم تتكلم طوال اللقاء ثلاث كلمات عربية متتالية ! .. فجنة _ عقبال عندكم _ تدرس فى مدرسة تجريبية باللغة الانجليزية ..
جنة عندما سألها المذيع عن امكانية أن تكتب روايات أخرى بعد ذلك باللغة العربية نفت ذلك بعفوية و براءة شديدتين ! ..
والدتها بررت ذلك بأنها حاولت قبل أن تدخل جنة المدرسة ألا تعلمها أى كلمة انجليزية .. و لكن تأثير المدرسة كان طاغيا .. و تم اجهاض كل محاولات الأم ..
عرفت بقى دلوقتى ليه بقوللك ان جنة لن تصبح امتدادا ليوسف ادريس و نجيب محفوظ .. يمكن بالأحرى أن تصبح امتدادا لأجاثا كريستى و ج . ك . رولينج !
بعد ما شاهدت ذلك ترددت داخلى هذه العبارة : " لقد نجحتم .. نجحتم تماما و ظهرت ثمار نجاحكم واضحة .. "
نعم .. فقد نجحوا فى تحويلنا الى نسخ أخرى سخيفة مكررة منهم فى كل شىء .. نجحوا فى افقادنا هوياتنا و شخصياتنا المستقلة .. هم أرادوا ذلك و حققوه بنجاح منقطع النظير ..
نحن نأكل البورجر و نحب دجاج كنتاكى .. فلتجربه .. بالتأكيد سيروق لك ..
نحن نتابع الدورى الانجليزي و نعشق ديفيد بيكهام .. لابد أن تحبه أنت أيضا وترتدى تى شيرت يحمل اسمه ..
نحن نعشق براد بيت و أنجلينا جولى و جون ترافولتا .. لماذا لا تنبهر بهم مثلنا و تشاهد كل أفلامهم ؟
نحن قوم متحررون لا نرتدى الملابس الثقيلة ولا نضع أقمشة على رؤسنا .. فلتخلعوا ما ترتدونه و لتدعوا مثلنا للحرية و الانطلاق ..
نحن نؤمن بالحرية الجنسية .. كيف تتحملون أن تعيشوا فى هذا السجن و وسط هذا الكبت .. فلتمارسوا الجنس مثلنا على الأرصفة و فى الطرقات و الأماكن العامة ..
نحن نحلم و نفكر بالانجليزية .. فلتحلمى يا صغيرتى أنت أيضا بلغتنا و لتتخيلي و تفكرى بأسلوبنا و لتكتبى رواياتك على نهجنا ..
ألا بارك الله فى العولمة !
لقد أخطأت والدة جنة عندما تخيلت أن الطريق للحفاظ على" دماغ " ابنتها هو ألا تعلمها الانجليزية حتى سن الالتحاق بالمدرسة .. بالطبع ليس هذا هو الحل .. فلتتعلم الانجليزية كما يحلو لها و لتشاهد و تقرأ كل الثقافات و تنفتح على كل الخبرات .. و لكن كان يجب قبل كل ذلك ان تتعلم جيدا ما هى اللغة العربية .. ماذا تعنى لنا لغتنا .. كيف أن لغتنا هى القالب الذى نصب فيه أفكارنا و تاريخنا وثقافتنا .. يجب أن تتعلم جيدا ما هو الأدب العربى .. ماذا يعنى نجيب محفوظ و يوسف ادريس .. ماذا يعنى صلاح جاهين و أحمد فؤاد نجم و أمل دنقل .. ماذا تعنى عائشة عبد الرحمن و سحر الموجى .. يجب أن يروى لها تاريخ أجدادها العرب .. تاريخ النضال و الشرف .. تاريخ كتاباتنا و أدبنا الذى أنار العقول الغربية كلها و دفع بها الأن الى القمة .. تاريخ المجد و العزة و الكرامة التى محاها الزمن ..
جنة تنتمى الى جيل مظلوم أصبح ضحية لما يسمى بالعولمة .. جائوا الى الدنيا ليجدوا بلادهم فى قاع العالم فكريا و اقتصاديا .. و ليجدوا الغرب فى ألمع صوره و أكثرها بريقا و جاذبية .. يجب الا نتركهم تحت براثن هؤلاء .. فلننقذ ما يمكن انقاذه قبل أن يتحول كل شبابنا الى مسوخ ..
أدعو الله أن أرى الروايات القادمة لجنة باللغة العربية .. أراها تكتب لأهلها و ناسها .. تتحدث بلسانهم و تنطق بمشاكلهم .. تشعر بما يشعرون به و تحلم كما يحلمون .. لا كما يحلم مايكل و تشعر مارثا و يريد العم سام !
.................................
نشر فى جريدة الدستور ..
الثلاثاء، 3 يونيو 2008
تاج تانى ؟؟ .. يا سبحان الله !
بس من شدة دهشتى و اذبهلالى جالى تاج تانى .. جالى من زميل مدون عزيز هو الدكتور هيما .. صاحب مدونة المرحوم فى التلاجة .. و مدونته _ كما هو واضح من اسمها _ بتتميز بجو غريب من التفاؤل و البهجة و الانشكاح .. بس فعلا مدونة قيمة يا جماعة و لازم تحودو عليها ..
انا يا جماعة عندى مشكلة مع التاجات دى .. اصل بيبقى معاها اسئلة صعبة جدااااااا .. بتسألنى بقى عن نفسى و جوايا و أحلامى و حاجات كده كتير برا المنهج .. و تاج هيما مليان اسئلة و كلها كومبليكس .. الاسئلة دى بتخليني اتأكد فعلا ان انا معرفش اى حاجه عن نفسى .. بس برده هحاول اجاوبها يعنى عشان خاطر هيما .. مع انى معتقدش ان فى حد عايز يعرف اى حاجه عنى اساسا ..
السؤال الأول .. أذكر خمس أحلام على الاقل .. تخص ماضيك وتحلم فيها بتغيير اشياء .. ماذا ستعدل وماذا ستترك ؟
شايفين السؤال ؟؟ .. اموت و اعرف الناس دى بتجيب الاسئلة دى منين .. استعنا ع الشقا بالله !
انا كنت زمان بحلم اطلع ظابط و اشيل مسدس بقى وبتاع ( يعنى زى كل العيال الصغيرة ) .. كنت بحلم كمان اطلع جراح .. مش عارف ليه بصراحة بس يمكن كان عندى ميول دموية شوية ! .. كنت بحلم يبقالى أخ أو أخت صغنتوته العب بيها .. كنت بحلم كمان اكبر و ادخل كلية و كده ( اه كنت عبيط ) .. كمان كنت بحلم انى اطلع مخترع من اللى بيطلعو فى الافلام الاجنبى دول شعرهم منعكش و هدومهم مقطعة و بيصرخو على طول و اخترع حاجات كتير غريبة ومالهاش أى لزمه ! .. و كفاية دول بقى مش فاكر حاجه تانى ..
السؤال الثانى .. اذكر خمس أحلام على الأقل تخص مستقبلك ..
بحلم انى ابقى حد مش زى اى حد .. يعنى يبقالى قيمة و دور .. فى ايه بقى بالظبط مش عارف .. بحلم انه ربنا يرزقنى بالصحة لحد ما اموت .. بدعى ربنا ديما انه يسعدنى فى الدنيا وفى الأخرة .. بدعى ديما كمان ان ربنا يحبب الناس فيا .. بحلم اتجوز واحدة زى القمر ( اه انا حر بقى ) و تكون زى العسل و دمها خفيف و رقيقة و بريئة و دماغها حلوة و فهمانى .. يعنى تقريبا كده مش هتجوز خالص .. بحلم ولادى يبقو عيال م الاخر .. يعنى مفيهمش غلطة .. بحلم اشوف بلدنا نضيفة و عزيزة و عندها كرامة و شرف .. بحلم لما اقرا الجرنال بعد تلاتين سنة ملاقيش أول خبر ( الرئيس مبارك يفتتح معرفش ايه فى مدينة المش عارف ايه ) .. ما هم هيقولو عليه مبارك برده .. كلها احلام صعبة بس مفيش حاجه بعيدة على ربنا ..
السؤال الثالث .. أذكر شخصين على الأقل متواجدين فى حياتك حاليا .. كنت تود وجودهم قبل الآن بزمن ..
جينا للاحراج بقى .. هو بصراحة مش شخصين بس هما ناس كتير اوى كلهم غاليين عليا اوى و كنت اتمنى فعلا انى اعرفهم من زمان .. بس معلش متعوضة ان شاء الله .. و مش هقول أسامى بقى يا عم عشان مش هنخلص كده ..
السؤال الرابع .. أذكر شخصين على الأقل غير متواجدين فى حياتك حاليا كنت تود وجودهم الان او فى حياة اولادك مستقبلا ..
الأستاذ ياسر .. كان أستاذى و انا فى اعدادى ( انجليش بالمناسبة ) .. كنا اصحاب جداااااااا فوق ما اى حد ممكن يتخيل .. كنا بنحكى لبعض كل حاجه و اى حاجه .. هو شاب زى العسل و شخصية محصلتش .. دلوقتى برده بنتقابل ساعات بس للاسف مبقتش العلاقة زى زمان لان الظروف مبقتش تسمح .. و مش فاكر حد تانى ..
السؤال الخامس .. تهدى التاج لمين ؟؟
ايوه كده بقى هى دى الاسئلة .. انا ههديه لناس كتير عشان بجد عايز اسمعهم بيتكلمو عن نفسهم شوية .. و عشان انا بحبهم اوى .. بهديه لكل من ..
ميرو .. هيرو .. غادة و رفيدة .. قطة الصحراء .. برنسيس بيري .. ايمو برميل فاضى .. الرقيقة سارة البحر .. الرائع أسامة ياسين ..
و تحياتى لكل الناس ..
الجمعة، 23 مايو 2008
أفرام و السادات .. ربنا يهنيكو ببعض !!
منذ البداية كنت أشجع مانشستر يونايتد بكل حواسى .. لثلاثة أسباب .. لأننى أحب فريق مانشستر .. و لأننى لم أستطع أبدا طيلة حياتى أن أحب فريق تشيلسى .. و لأن المدير الفنى لتشيلسى ( أفرام جرانت ) اسرائيلي الجنسية .. و سعدت كثيرا بالفعل بعدما فاز مانشستر بالمباراة و بالكأس ..
فيما بعد قرأت أنه قد تم عقد مؤتمر صحفى قبل المباراة .. ذكر فيه أفرام _ ولا اعرف مناسبة ذلك _ أنه يضع فى منزله صورا لبعض القادة الذين يحاول استلهام نجاحاته من أعمالهم .. ذكر منهم غاندى و تشرشل و محمد على كلاى و مارتن لوثر كينج و .. أنور السادات !!
و أضاف أن هذه الشخصيات عظيمة لأنها واصلت المشوار الى النهاية و استطاعت تحقيق انجازات كبيرة ..
كويس خالص .. الحقيقه كلمات الراجل ده خلتنى اخد قرار انى اقول كلام نفسى من زمان اقوله .. بس كنت ساعات بلاقى مفيش فرصة أو اقول مش دلوقتى خليها بعدين .. بس الاخ أفرام يشكر بقى هو اللى ولعها .. و يمكن كلامى ده مش هيعجب ناس كتير .. بس كل واحد له الحرية فى انه يعبر عن رأيه .. احنا ناس ديمقراطيين .. وهنتناقش ..
أرى أن مصر الان _ بلا فخر _ من نوادر الدول التى بائت بوصمتى عار و ليس وصمة واحدة كأغلب دول وطننا العربى ..
دعنا نرى دولا مثل سوريا و لبنان و العراق ( عراق ما قبل الغزو الأمريكي تحديدا ) .. دول تعانى كثيرا على مستوى الداخل .. مواطنين لا يعيشون فى مستوى اقتصادى أو اجتماعى مناسب .. لا وجود للديمقراطية .. أو بشكل أدق هناك ديكتاتورية تسحق حقوق المواطنين .. ولكنها رغم ذلك دول تحافظ على موقف سياسى خارجى محترم .. موقف يعبر عن شموخ و عدم خضوع .. وكلنا يعرف صراعاتهم مع أمريكا و اسرائيل طيلة السنوات الماضية ..
على الجانب الاخر نرى دولا مثل السعودية و الكويت و قطر و البحرين و الأردن .. دول طأطأت الرؤوس منذ زمن .. ارتضت على نفسها الذل والبقاء تحت ضروس اسرائيل و الخضوع لأوامر أمريكا .. مواقفها الخارجية مخزية و غير شريفة .. و لكن فى الوقت ذاته يتمتع مواطنيها داخليا بمستوى اقتصادى محترم ومستوى معيشي متميز يصل لحد الترف والثراء الفاحش .. و يشعرون ببعض الكرامة داخل بلدهم .. يشعرون بأدميتهم ..
أما مصر فهى كالعادة صاحبة الريادة و الموقف المتفرد .. مصر الوحيده التى تعانى داخليا و خارجيا .. بائت بالسوئتين .. فلا المواطنين بالداخل يلقون أى نوع من الاهتمام من حكومتهم ورئيسهم الموقر .. و كلنا يعلم طبعا الظروف الداخلية حاليا بكل ما فيها .. ولا هى أيضا دولة تملك موقفا خارجيا صامدا أو بطوليا يعارض الارهاب الصهيونى أو يدين الامبريالية الأمريكية .. بل على العكس تماما .. فالزعيم و القيادة و العبور للمستقبل كان يهنئهم منذ أيام على قيام دولتهم .. متهيألى مفيش حد تانى غيره من الرؤساء العرب مهما بلغت درجة بجاحته عملها .. ما شاء الله ريسنا متفوق فى المجال ده .. بل و أيضا يصدر لهم الغاز المصرى تقدر تقول ببلاش .. بيدعمهولهم وبيصرف عليه من جيبه _ أو من جيب الدولة متفرقش _ بدل ما يوفر العيش اللى الناس مش لاقيه تاكله هنا .. هو حسنى مبارك رئيس دولة ايه بالظبط ؟!
ما علينا .. فأنا أرى أن السبب المباشر فى ذلك دون أى لبس أو سوء فهم .. هو أنور السادات .. أنور السادات رجل الحرب و ما يسمى بالسلام .. حبيب أفرام .. الرجل حاد الذكاء الذى لم يوجه ذكائه هذا فى الطريق الصحيح ..
بتقول ليه ؟؟
معاهدة السلام ..
عقد لبيع القضية و المبادىء و الأخوة العربية و كل الأرض فى مقابل الحصول على قطعة منها .. أتكلم هنا من منطلق أن كل أرض فلسطين هى أرضنا .. و ليس فقط سيناء التى لم ننلها كاملة أيضا غير بعد طلوع الروح والجرى فى المحاكم الدولية اللى كانت ممكن بكل بساطة تحكم ان طابا دى مش بتاعتنا و انها بتاعت اسرائيل .. و ساعتها مكنش حد هيفتح بقه ..
أعتقد أن فترة ما بعد حرب أكتوبر مباشرة هى الفترة الوحيدة التى كان من الممكن وقتها أن يتحقق الحلم .. حلم الوحدة العربية الذى أصبح الأن دربا من دروب الخيال .. مصر منتصرة .. الدول العربية ساعدتنا .. فى اللى قطع البترول و فى اللى ساعدنا على خط النار زى سوريا .. حققنا هدفنا اللى كان وقتها بيتقال انه مستحيل و الجيش الذى لا يقهر و مش عارف ايه .. و بعد ما استردينا جزء من سينا .. و بعد ما السادات حس انه مش هيقدر يكمل و خصوصا ان امريكا هتساعدهم .. قال انا مش قد الناس دى و مش هقدر احارب تانى .. و راح الكنيسيت وقاللهم انا اسف والله مكنتش اقصد .. ويلا بقى احط ايدي فى ايديكم و احط دماغى تحت رجليكم ونكتب ورقتين و تدونى سينا و ابقى ابن كلب لو فتحت بقى معاكم تانى .. لا أرى الموقف على ضوء اخر ..
الحق أن الجولان و جنوب لبنان كانوا فى خطة السادات .. و بالنسبة لفلسطين كان الاتفاق على أن تعود اسرائيل لحدود 48 .. و لكن هل هذا يشفع للسادات ؟ .. أنصار المعاهدة بيقولو دلوقتى يا عم يا ريتهم كانو سمعو كلامه .. انت مش شايف اللى بيحصل دلوقتى ولا ايه .. دول بيبوسو ايدين اسرائيل دلوقتى عشان ترجع لحدود 67 و مش راضية كمان .. شفت السادات كان عنده بعد نظر ازاى ..
أرد عليهم أنه من ارتضى على نفسه الانحناء فلينحنى اذن الى الأبد .. السادات بدأ الخضوع والتنازل عن حق ليس ملكه وانما ملك الشعوب و الاجيال التى سيتحمل السادات ذنب ذلها وتشريدها للأبد .. ذهب معترفا بدولة اسرائيل و هو ما يهدم المبدأ من البداية .. لا وجود لدولة تسمى اسرائيل يا رئيسنا السابق .. أنت تريد المصالحة مع كيان هلامى سرطانى خبيث يجب ازالته .. أنت منحته الشرعية بمعهادتك الأثمة .. انحنى السادات فانحنت مصر فانحنى العرب من بعدها ولا زالوا ينحنون .. و اركب يا شمعون ..
الانفتاح الاقتصادى ..
القرار العبقرى الذى اتخذه السادات فى الوقت المناسب .. أشهد له بذلك و ابصم بالعشره كمان .. فالنظام الاشتراكى الذى كانت تتبعه مصر ما هو الا كذبة ناصرية كبيرة كانت ستؤدى باقتصاد البلاد الى الهاوية ( مع كامل حبى و احترامى للرئيس جمال عبد الناصر ) .. و قد أثبتت النظرية الاشتراكية فشلا مدويا فى موطنها الاصلى و مسقط رأسها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي و سقوط رموز الشيوعية ..
و لكن .. هل طبق السادات الرأسمالية فى مصر تطبيقا صحيحا ؟
أعتقد أن الاجابة هى لا .. و الأدلة كثيرة ..
منها أن مصر بيعت قطعة قطعة و لا زالت تباع الى الأن لمستثمرين أجانب لا يهمهم مصلحة الوطن و لا الشعب بالطبع .. و فى ظل غياب مفضوح لدور الدولة ..
منها أن وزير سابق فى حكومة السادات لما صحفية سألته فى حوار لجريدة محترمة و هى المصرى اليوم و قالتله كيف كان السادات يدير شئون الدولة الاقتصادية .. قاللها : كنا بنقعد بالليل و يقوللى احكيلي !! .. رئيس دولة يعتمد على الحواديت فى ادارة اقتصاد بلده .. ما شاء الله .. السادات بطبعه كان سياسى ناجح من الدرجة الأولى و اقتصادى فاشل من الدرجة الأولى أيضا ..
منها أيضا ما نراه اليوم من فئة قليلة تمتص دم الشعب وتستأثر بالمليارات بواسطة الاحتكار و تجويع الغلابه .. زى الأخ احمد عز ( هو طن الحديد عدى التسعتلاف ولا لسه يا جدعان ؟! ) و محمد ابو العينين و بتوع الاسمنت و غيرهم كتير ..
فالرئيس مبارك يسير على خطى السادات و لا يحاول الانحراف قيد أنملة .. فمبارك بطبعه شخصية غير ابتكارية و غير قيادية على الاطلاق .. الأقدار صنعت له طريقا فمشى فيه كما هو و لم يغيره .. أرى أن مبارك ما هو الا ( التطور الطبيعي للحاجة الساقعة ) لا أكثر ولا اقل .. بيبس كولا بيبس !
أعتقد الأن أنه من الطبيعي جدا أن يحب أفرام السادات .. ولماذا لا يحبه اذن ؟!!
فهنيئا لك بالسادات .. و هنيئا للسادات بحبكم له ..
و كما قال الحديث الشريف ( يحشر المرء مع من أحب ) .. فربنا بقى يرحمه ويغفر له و يسترها عليه .. و يهدى اللى احتل كرسيه من بعده أو يريحه و يريحنا !
الخميس، 15 مايو 2008
مواقف ومخاوف !!
" تعرف يا أسامة ان انا كان عندى أخ " .. فوجئت بشدة عندما سمعت هذه العبارة .. فما أعرفه عنها أنه ليس لها سوى أخت واحدة كثيرا ما كانت تحدثنى عنها .. أكملت : " أيوه متستغربش .. كان عندى أخ بس الله يرحمه .. اتوفى " ..
سألتها عن عمره فأجابت : " كان عنده 6 سنين بس " .. سألتها هل كان يعانى مرضا ما أو توفى فى حادث أو ما الى ذلك فقالت لى : " لأ .. اتقتل ! " .. كلماتها المتتالية كانت تسقط على كالقذائف .. اتقتل ؟! .. طب ازاى ؟ و ليه ؟ و مين ؟!!
" كان مع ماما فى لبنان .. كان ايام حرب لبنان و اسرائيل اللى فاتت .. واتقتل فى غارة اسرائيلية .."
" كان اسمه عمرو .. كنت بحبه أوى و كان بيموت فيا .. كان بينام فى حضنى بالليل .. "
" كل البنات اصحابى كانو حاجزينه عشان يتجوزوه .. شوف صورته .. كان زى القمر .. "
و انطلقت فى بكاء حار مرير ..
السبت، 10 مايو 2008
التاج الأول و الوحيد .. من أحلى مواجهات !
انا لقيت ان دى احلى مناسبه وأنسب فرصه انى اتكلم شويه بقى ونرغى مع بعض كده .. بداية احب اتكلم شويه عن دعاء مواجهات .. دعاء يا جماعة هى الأب الروحى للمدونة بتاعتى دى ( اه مشيها الأب ) .. دعاء هى اول حد شجعنى وقاللى انت لازم تعمل مدونة وتكتب .. دعاء هى اللى شجعتنى ابعت للدستور وادتنى ثقة فى كتاباتى وافكارى الى حد كبير .. دعاء الصريحة اللى مش بتعرف تجامل .. المنوفية الشرسة ( بتتغاظ هى اوى من حوار المنوفية ده .. لدرجة ان بقى عندها عنصرية مضادة خلاص ضد اى حد مش منوفى ! ) .. دعاء اللى ان شاء الله هتبقى صحفيه مهمة و قريب لانها موهوبة بجد ودماغها عالية فعلا .. دعاء اللى انا زعلتها منى قبل كده كذا مره بس مع ذلك بتسامحنى ( على اعتبار ان انا اخوها الصغير وكده وان مكنتش انا ازعلها مين هيزعلها يعنى ! ) .. شكرا يا دعاء على كل حاجة و يا رب نفضل اصدقاء على طول ومتزهقيش منى ..
ثانيا بقى .. انا لازم اشكر كل واحد دخل ع المدونة دى ولو حتى بالصدفة .. اشكر كل واحد دخل ولو مرة واحدة وألقى نظرة ع المدونة .. واشكر كل الناس اللى زى العسل اللى لو مكانوش شجعونى وكلمونى عن اللى بكتبه وقالولى ارائهم مكنتش هكمل اصلا .. سواء عجبهم او معجبهمش .. شايفينه كويس او وحش .. كفايه انهم اهتمو بيه اصلا .. بشكر محمد على (face off ) واحمد زكريا و البنهاوى و اتشو و الحسيني واحمد عبد المنعم وحمودى وتيتو .. بشكر رفعت و عبد المنعم ناصف و عطية عبد الباسط و احمد توفيق و محمود حجاب و محمد قمر و احمد حجاب و عبد العظيم و احمد زكى و مصطفى عطيه .. بشكر الساكو و محمد عادل و العكش و عاطف يحيي .. بشكر نودى و زلابيا و د. داليا ( أوركيدا ) و شهد و ندى و دنا و رودينا .. بشكر روناء و شمس و ساره و مونى و ريم .. بشكر غادة و رفيدة و علا بركات و سلمى .. بشكر نادين و دندونه و مارو و أمنية .. و يا رب مكونش نسيت أى حد .. بشكركو كلكو يا احلى اصدقاء فى الدنيا والمدونه دى على فكره بتاعتكو انتو .. وبشكر كمان اى حد دخل قرا و معلقش .. أو اى حد دخل علق و مقراش ( واخد بالك يا زكريا ! ) .. كل واحد قاللى كلمة تشجيع او حتى قاللى كلمة احباط ( أصل الاحباط ده بينفع لعلمكم برده .. بيخليني أعند اكتر ! ) ..
التاج بقى طبعا معاه سؤال .. ما هو دعاء لازم تسيبلى اسفين فى الموضوع .. بومبه جامده اوى بصراحه .. و سؤال اجبارى كمان يعنى لاااااااازم اجاوبه .. السؤال بيقول : انت ازاى ؟!! .. اتكلم عن نفسك فى 10 نقط .. اصعب سؤال حد ممكن يسأله لحد .. المشكله ان انا معرفش اللى انا هقوله عن نفسى ده فعلا فيا ولا لأ .. والله فعلا بتكلم جد .. ممكن اقول حاجات متكونش فيا خالص وانا فاكر انها فيا .. ومقولش حاجات هى فيا وانا معرفش .. وممكن اقول حاجات كانت موجوده وخلصت او حاجات بتروح وتيجي .. حد فاهم حاجه ؟ .. انا نفسى مش فاهم .. ما علينا ! .. انا هتوكل على الله واقول بس لو مكملوش عشره ماليش دعوه بقى يا دعاء .. وبرده متاخدوش على كلامى أوى ..
انا انسان مزاجى جدا .. بحب اخدم الناس اللى انا بحبهم بالذات .. متشائم الى حد ما مع ان ساعات بلاقى نفسى متفائل برده .. احيانا بكون متهور وساعات بكون خجول و جبان .. بتأثر بحاجات تبدو للبعض تافهة .. ساعات ببقى مهايبر ورتمى سريع وساعات تانيه ببقى ممل ورتيب ورتمى كئيب .. بحس ديما ان انا ماليش اى لازمه فى اى حاجه فى الدنيا .. بحب الهدوء وبحب اقعد مع نفسى كتير ( مع انى مبقتش بعرف اعمل كده خلاص ) .. و انا بقول كفايه اوى كده بقى يا جماعه مش لاقى حاجات تانيه اقولها دلوقتى .. وانتو بقى ابقو قولولى ايه رأيكم فى الكلام اللى انا كاتبه ده ..
واستغل بقى الفرصه واقوللكم يا ريت لو تقيمو المدونه كده من اولها و تقولولى ايه رأيكم فيها بوجه عام .. و شكرا اوى اوى ليكو كلكو و شكرا ليكي يا دعاء على احلى تاج من احلى صديقة ..
الأربعاء، 30 أبريل 2008
مبروك .. هتكمل تمانينك !!
الثلاثاء، 22 أبريل 2008
عن المحلة و أحمد و اللواء محمد عبد الفتاح .. فى ستين داهية !!
كنت جالسا أتابع الحلقة السابقة من البرنامج فى عصر ذلك اليوم .. كان موضوع الحلقة هو مقتل الفتى أحمد ( 14 عاما فى الصف الثالث الاعدادى ) فى أحداث المحلة برصاص قوات الأمن .. وكان ضيوف الحلقة هم والد أحمد وخاله وجارهم الذى شاهد ما حدث عيانا
و لواء شرطة كان وكيل مباحث أمن الدولة سابقا ..
لشدة دهشتى لم يكن أحمد كما توقعت مشاركا فى تلك الأحداث التخريبية المؤسفة التى حدثت فى المحلة السادس والسابع من ابريل الجارى .. وانما طبقا لما حكاه الأب وسط بكائه ونحيبه قتل أحمد وهو واقف فى شرفة منزله القابع فى الطابق الثالث .. قبل ذلك بدقائق كان يفعل شيئا ما على الكمبيوتر عندما طلب منه والده : " مش هتقوم تنام بقى يا احمد عشان عندك درس الصبح بدرى " .. وبالفعل قام أحمد ليخلد للنوم غير عالم أنه سينام للأبد .. دخل غرفته الموجود بها الشرفه المطله على أحد الشوارع الجانبية فى المحلة .. عندما سمع الأب صوت طلقات رصاص و صوت صراخ ابنه .. دخل غرفة أحمد ليجده جثة هامدة غارقة فى دمائها ..
بالطبع غريب جدا أن يقتل صبى صغير مسالم مثل أحمد لا يعرف أساسا معنى كلمة اضراب أو اعتصام او اى شىء من هذا القبيل وهو واقف فى شرفة منزله .. ولكن تفسير ما حدث كما قيل أن خروج أحمد_ لسوء حظه_ تزامن مع مطاردة كانت بين قوات الأمن وبعض مثيري الشغب الذين فضلوا الهروب فى ذلك الشارع الجانبى الضيق .. وبالطبع لم يتركهم الأمن فهرع ورائهم وأطلق عيارات نارية عشوائيا فى الهواء لتخويف المخربين وكان لرأس أحمد نصيب فى واحدة منهم ..
الحدث الأهم فى الحلقة كان مكالمة تليفونية من اللواء / محمد عبد الفتاح عمر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب ( خد بالك والنبى كويس من اللقب ) .. سأله المذيع عن رأيه فيما حدث للشهيد أحمد .. فرد سيادة اللواء انه لا يجب الاسراف فى كلمة شهيد لأن من يثير الشغب ويعكر صفو الأمن القومى لوطنه ليس شهيدا .. يا عم اللوا الواد كان واقف فى بيته ومالوش دعوه بأى حاجه من اللى حصلت .. لأ برده سيادة اللوا شايف انه خساره فى الناس الغلابه دى حتى ان الحكومه تقول على ابنها انه شهيد ولو على سبيل المجاملة .. مستكتر عليهم الكلمة .. هو شايف ان بتوع الأمن بس اللى شهداء وان أى مواطن محلاوى بعد ذلك اليوم يجب أن يعامل كمذنب و ارهابى و خائن للوطن و متواطىء مع المخربين ..
قال له المذيع مصدوما مما قيل : " سيادة اللواء لو أن ابنك هو من قتل على يد ضابط أمن بدون ذنب و هو واقف فى شرفة منزله ماذا سيكون رد فعلك وماذا ستشعر وقتها ؟ " .. فرد اللواء ببرود دم أحسده عليه : " يروح فى ستين داهيه !! .. طالما هو معندوش ثقافة التصرف فى الأزمات وخرج فى الوقت ده و هو عارف اللى بيحصل فى مدينته يبقى يستحق ما حدث له !! " .. أقسم بالله أن هذا ما قيل حرفيا ..
يا خبر اسود !! .. سيادة اللوا شايف ان الواد يروح فى ستين داهية ويموت ولا يتدبح ولا يولع بجاز قال ايه عشان معندوش ثقافة التصرف فى الأزمات .. يا عم الحاج ده عيل فى تالته اعدادى .. ثقافة ايه يابا وتصرف مين وأزمات ايه بس اللى انت بتتكلم عليهم دول .. ما هو يا سيادة اللوا اللى بيتكلم مجنون والمستمع عاقل برده ..
الحقيقة سيادة اللواء قال يوميها شوية كلام زى الفل .. قال درر والله .. ده قال كمان انه من حق الأمن فى المواقف المماثلة للى حصل فى المحلة انه يطلق الرصاص عشوائيا .. يعنى يضرب فوق تحت .. يمين شمال .. يضرب راجل أو بنت أو طفل متفرقش .. كله يهون فى سبيل الدفاع عن الوطن !!
على فكرة اللى قال الكلام ده زى ما قلت قبل كده ( وكيل لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب ) .. والنبى ركزو معايا أوى فى الحته دى .. يعنى الراجل ده ممثل الحكومة المصرية فى الحاجات اللى زى دى و المتحدث بلسانها .. يعنى لما الراجل ده يقول الكلام ده يبقى كأن الحكومة قالته بالظبط .. والله لو الحكومة شايفه ان الراجل ده كلامه مش موزون أو مش تمام يبقى يا ريت تشيله .. انما طول ما هو فى مكانه و فى منصبه يبقى هو لسان الحكومة ..
طبعا بعدما سمع الأب كلام سيادة اللواء انطلق فى الصراخ والعويل و كاد أن يلطم خديه .. ابنه قتل بين يديه فى لحظة و الحكومة بتقولله ( فى ستين داهية ) .. انا نفسى كنت قاعد و دمى محروق .. يعنى ربنا يكون فى عون الأب اللى سمع الكلام ده وهو بالتأكيد يملك رأيا مختلف قليلا عن رأى سيادة اللواء و هو أنه يتمنى بالطبع أن يذهب محمد عبد الفتاح و حكومته و مجلس شعبه و وزارة داخليته وكل اللى مشغلينه فى تسعين داهيه ولا أن تمس شعره فى رأس ابنه ..
الأمر المستفز ايضا أن اللواء الجالس فى الاستوديو كان يحاول تبرير ما قاله زميله فى الهاتف بعد ما حس انه عك الدنيا و بوظ منظر الحكومة قدام الناس .. مبررات ساذجة بالطبع عندما يقول أن محمد عبد الفتاح مسئول عن كلامه وحده و أن هذا هو رأيه الشخصى .. أنا موافق أن هذا هو رأيه الشخصى و لكن فى حالة واحدة وهى أن تكون مهنته بياع طرشى و ليس فى هذا المنصب المرموق ..
الذى شعرت به من كل ما حدث و ما قيل خلال هذه الحلقة أن الحكومة أصبحت غير قادرة على الظهور بمظهرها الوديع والسمح بعد ما حدث فى المحلة .. الحكومة أظهرت الوجه الشرس القبيح الغاضب و لن يتغير ذلك بسهولة .. أصبحت الحكومة لا تبالى الان بما يقال عنها سواء من مواطنيها أو من تقارير حقوقية خارجية أو غيره .. حتى الشفقة والرحمة و الكلام الطيب اللى بيريح من باب الضحك ع الدقون لم تعد الحكومة على استعداد لمجرد قوله .. الكراهية أصبحت علنية والتحدى أصبح سافرا .. فلتذهب الحكمة والهدوء والعقلانية الى الجحيم بعدما جرؤ اولئك الغوغاء على كسر هيبتنا و تشتيت قوانا ..
كل ما أريد قوله أنه ربنا يسترها ع الايام الجايه عشان اللعب بقى ع المكشوف أوى سواء من الحكومة ولا من المعارضة و المواضيع وصلت لطريق مسدود .. لا أحد يريد بالطبع تكرار ما حدث فى المحلة ولا نريد ما حدث لأحمد أن يحدث ثانية .. ولكن أخشى أن الحكومة ستعتبر أى تعبير ولو كان سلميا عن الرأى هو اخلال للأمن القومى واثارة للاضطرابات وبالتالى ستكون ردود الأفعال عنيفة وخصوصا أن هناك دعوة أخرى للاضراب فى 4 مايو القادم عيد ميلاد الرئيس .. أعتقد أن التهنئة قد تكون مختلفة قليلا هذا العام !
السبت، 12 أبريل 2008
انتخابات المحليات .. حلو كده يا مدحت ؟!
الحزب الوطنى تعامل معها كأنها معركة حربية .. يجب أن أفوز بكل المقاعد .. لو فاز اخوانجى لعين بمقعد واحد فلتحل لعنة الله على الأرض و لتنشق السماء و تعصف الأعاصير و تزأر الرعود و ليذهب الجميع الى الجحيم !!
يتسائل الجميع ( طب كل ده على ايه يعنى ؟! ) .. هل عضو المجلس المحلى يملك هذه السلطة التى أدت الى كل هذه الحروب و النعرات و المشاحنات ؟
الحقيقة أن عضو المجلس المحلى بالماضى كان يملك الحق فى استجواب المحافظ شخصيا وقتما يشاء .. ولكن فى ظل الديمقراطية التى نعيشها فى عصر الرئيس مبارك تم تقليص صلاحياته كثيرا أو نزعها بالكامل .. ما هو مش كل شويه بقى هيضايق المحافظ والناس العسل اللى معاه .. خلى كل واحد يعرف حدوده .. وهكذا لم يعد يملك العضو شيئا سوى الاجتماع فى المجلس والدردشة مع زملائه وشرب الشاى وقرائة الصحف الحكومية وسب الاخوان والمعارضة أعداء الوطن ومدح حكمة الرئيس مبارك وبعد نظره !!
بالطبع يرى الحزب الوطنى أن ما حدث من منع للمرشحين المعارضين وقمع للحريات كان ضروريا .. لسببين .. الأول : لازم الطريق يكون متجهز ومفروش بالورود للنجل عشان انتخابات رئيس الجمهورية الجايه .. ما هو من ضمن الشروط التعجيزية ان اللى هيترشح للرئاسة لازم يجيب موافقات عدد من أعضاء المحليات عشان يقدر يترشح .. ولو الاخوان مثلا كسبو مقاعد بعدد كبير ممكن واحد اخوانجى يترشح ضد النجل وياخد الرئاسة منه .. الثانى : ان المجالس المحلية هى مصب كل الفلوس اللى جايه للمدينة .. الفلوس اللى المفروض تكون مرصودة لرصف الطرق ومد شبكات الصرف الصحى _ لا مؤاخذه _ وتوصيل الكهرباء والمياه لكافة قطاعات المدينة ..كله بييجي للمجلس المحلى وبعدين يتوزع .. واخد بالك انت من يتوزع دى ..
طبعا التوزيع بيبقى على حاجات تانيه وبمقاييس تانيه خالص .. حسب علاقة كل عضو برئيس المجلس وقدرته على هبش أكبر نسبة يكون التوزيع ..
سأروى لكم موقفا أقسم أنه حدث بشهادة شهود عيان .. أعرف شخصا يدعى ( مدحت ) فى الثلاثينات من عمره .. والده عضو فى المجلس المحلى عن الحزب الوطنى فى مدينتنا .. فى كشافات نور كبيره بتيجي للمجلس عشان تتوزع فى الشوارع الضلمه والطرق المهمة عشان الناس تشوف قدامها وميحصلش حوادث ومشاكل .. مدحت بقى ساكن فى شارع مش مهم خالص ومنور كمان .. بس هو اسم النبى حارسه حس خير اللهم اجعله خير ان الاضاءة فى الشارع مش قد كده وان _بعد الشرعليك يا تيحه _ عنيه ممكن توجعه ونظره كده هيضعف .. فقال لابوه يا بابا انا عايز كشاف عندنا فى الشارع ويا ريت يبقى قدام البيت على طول !!
وفعلا .. جاء العمال لتثبيت الكشاف وبدأو فى شغلهم .. والحاج أبو مدحت كان واقف معاهم .. ايه رأيك كده يا حبيبي ؟ حلو كده يا مدحت ولا نجيبه يمين شويه ؟ .. لأ سنه شمال يا بابا .. أييييييوه اشطه كده .. ربنا يخليك لينا يا سيد الكل ويخليلنا الحزب الوطنى !!
طبعا لو تواجد عضوا معارضا وسط كل أعضاء الحزب الوطنى هيبقى عامل زى العمل الردى بالظبط .. قاعدلهم بقى ع الواحده .. لن يصمت وهو يري كل هذا الفساد والاختلاس حتى ولو بدافع الفضيحة من أجل الفضيحة وتشويه صورة الحزب الوطنى أمام الجميع ( قال يعنى هى ناقصه تشويه ) .. وبالتالى فالحزب الوطنى فى غنى عن كل هذه المشاكل ووجع القلب .. عايزين نشتغل بمزاج !!
وأستطيع أن أرى الأن بعين الخيال أب أخر يخاطب ابنه : ايه رأيك كده يا حبيبي ؟ .. ذلينا أنفاس الاخوان والمعارضة الوحشين ومخليناش ولا واحد فيهم يترشح اهو عشان انتخابات الرئاسه الجايه محدش فيهم يضايقك .. حلو كده يا جيمي ؟!
الاثنين، 31 مارس 2008
حملة حماية .. خليك عدد صحيح !!
الخميس، 20 مارس 2008
لما سنكرت فى وش برهومة !!
كان هذا هو صوت المنبه القابع على الكومود المجاور لفراش برهومة .. فبرهومة حريص على الاستيقاظ مبكرا حيث أن عمله اليومى يبدأ فى تمام الثامنة صباحا ..
طاك .. طاك .. بووم !!
كانت هذه يد برهومة الغاضبة وهى تحاول العثور على المنبه لكى تخرس صوت الجرس المزعج ..
_ يا نهار مش فايت .. الساعة بقت تمانية الا عشره .. المنبه الخربان ده انا هرميه فى الشارع .. ده انا ظابطه على سبعه وربع ..
وهب من الفراش مذعورا .. غسل وجهه على عجل وارتدى ثيابه بهرجلة مسروعة فبدا منظره مضحكا وقد تدلى نصف القميص خارج السروال .. ثم التقط مفتاح سيارته ال 128 الوثيرة التى حصل عليها بالتقسيط عن طريق خصم جزء من مرتبه .. وانطلق وهو لا يكف عن سب ولعن المنبه ..
امتطى مقعد القيادة .. وأدار مفتاح السيارة ..
كرررررررررررررك !!
كانت هذه من السيارة والمحرك يعلن أنه لن يدور بهذه البساطة ..
_ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. الساعة بقت تمانية وربع وكمان العربيه مش عاوزه تتحرك .. ارحمنى يا رب !!
وخرج من السيارة باحثا عن أى كائن بشرى .. فوجد رجلين يبدو عليهما القوة وطلب منهما : زقة والنبى يا رجاله معانا .. فأقبل الرجلان يتأففان ولسان حالهما يقول : ( يا عم هى نقصاك انت وعربيتك ع الصبح ) ..
ورغم كل المحاولات المستميتة والدفع المخلص الا أن السيارة أثبتت بحق أنها صاحبة مبدأ .. مش هدور النهارده .. انسانى يا برهومة ..
_ شدو حيلكو شوية يا رجاله .. قربنا نوصل اهو .. باقى بتاع تمانيه كيلو بس ع البنك ..
_ نهار أبوك أزرق !! .. نعم يا خويا ؟! .. احنا هنوصلك لحد شغلك زق ولا ايه يا ........
وانطلق لساناهما بعبارات لا أستطيع ذكرها ها هنا للأسف .. ثم وجد برهومة نفسه وحيدا ..
_ طب اعمل ايه انا دلوقتى فى الورطة دى ؟ .. يادى المصيبة دى الساعة بقت تسعه الا ربع .. أنا اخد الاتوبيس بقى وأمرى لله ..
ووقف فى انتظار اتوبيس 97 .. فى القاهرة قاعدة معروفة .. قف لتنتظر أتوبيس بعينه وابقى قابلنى لو جه .. هتلاقى كل الاتوبيسات اللى رايحه كل الحتت التانيه انما اللى انت عايزه موت يا حمار ..فتظاهر برهومة انه مش عايز أتوبيس 97 فجاء على الفور !!
طبعا لم يجد مقعدا خاليا فى الاتوبيس .. بالضبط وجد موضعا ليقف فيه على قدم واحده .. خنقته رائحة العرق والأنفاس الملتهبة المنطلقة بحماس فى قفاه والتى مصدرها الرجل الواقف خلفه .. كاد ينفجر فى البكاء عندما نظر الى الساعة فوجدها التاسعة والربع ..
_ أيوة هنا يا اسطى .. والسائق لا يسمع شيئا أو هو يتظاهر بذلك ..
_ يا اسطى هنا يا اسطى .. يا عم نزلنى هنا .. يابا اقف هنااااااااااااااااااااااا !!
_ يا عم ما كنت تقول م الصبح بدل ما تنعر فى خلقتى كده .. هو انا شغال عندك .. أما ركاب عرة صحيح .. يفضل نايم طول الطريق وبعدين يقرفنا احنا ..
ابتلع برهومة الاهانة لأن الوقت لا يسمح بالشجار .. وخرج ملفوظا من الاتوبيس ومظهره وثيابه فى حالة مخزية .. ثم دخل الى عمله ..
_ المدير عايزك فى مكتبه يا أستاذ برهومة .. قالتها تفيدة زميلته وهى تغمز بعينها وتبتسم ابتسامة خبيثة ..
اتجه الى مكتب المدير وهو يبسمل ويحوقل .. ودعا الله ألا تتبعثر كرامته أمام جميع الموظفين ..
_ جررررررررررررر !! .. الساعة عشرة ؟! .. جايلى الساعة عشرة يا أستاذ ؟! .. طب ايه اللى جابك .. ما كنت تقعد فى بيتكم احسن .. مخصوم منك خمس ايام يا حبيبي .. وابقى اتأخر تانى ..
هو يوم باين من أوله .. قالها برهومة لنفسه .. أهى كده كملت بقى .. هنشحت الشهر الجاى ..
ثم اكتشف أنه هيشحت باقى الشهر ده كمان عندما تحسس جيبه فلم يجد حافظة نقوده ..
_ يا نهار اسود ومنيل بنيله كحلى .. المحفظة اتنشلت !!
واسودت الدنيا أمام عينيه .. هى مالها مقفلة ليه كده يا ربى .. سنكرت فى وشى بالضبة والمفتاح .. هروح اقول لابويا ايه بس .. اعتبرنى تلميذ تانى واديني مصروفى الشهر ده ..
قضى ساعات العمل شارد الذهن .. ولم تكن رحلة عودته من العمل أفضل حالا من رحلة ذهابه اليه .. فقد اضطر انه يستلف خمسه جنيه يروح بيهم من الشبوكشى زميله فى العمل ..
دخل بيته .. وتنهد من أعماق قلبه وهو يلقى بجسده على أريكته المفضلة .. ودفن وجهه بين يديه .. ثم سمع صوتا قادما من المطبخ ..
اتجه اليه ليجد أمه توليه ظهرها منهمكة فى طهى طعام الغداء ..
_ انتى لسه زعلانة منى يا أمى ؟
نظرت له أمه نظرة معاتبة .. ثم أشاحت بوجهها عنه ..
_ هو اللى عملته امبارح ده شويه يا برهومة ؟ .. بقى تعلى صوتك عليا يا ابني .. انت متعرفش ده أثر فيا ازاى يا برهومة .. ودمعت عيناها الحانيتان المتعبتان ..
_ ما انا خلاص عرفت يا أمى .. عرفت قد ايه انا زعلتك .. بس بطريقة عملية وقاسية حبتين ..
وحكى لها ما حدث له طيلة اليوم .. ثم انحنى ليلثم يديها ..
_ سامحيني يا أمى .. مكنتش اقصد ازعلك أبدا ..
ربتت على كتفه فى حنان فطرى .. وقالت له فى حب :
_ مسامحاك يا حبيبي .. مهما حصل منك هتفضل ابنى اللى ماليش غيره فى الدنيا ..
وابتسم برهومة عالما أن الغد سيكون أفضل حالا بالتأكيد من اليوم ..