الخميس، 20 مارس 2008

لما سنكرت فى وش برهومة !!

ترررررررررررررررررررررن !!
كان هذا هو صوت المنبه القابع على الكومود المجاور لفراش برهومة .. فبرهومة حريص على الاستيقاظ مبكرا حيث أن عمله اليومى يبدأ فى تمام الثامنة صباحا ..
طاك .. طاك .. بووم !!
كانت هذه يد برهومة الغاضبة وهى تحاول العثور على المنبه لكى تخرس صوت الجرس المزعج ..
_ يا نهار مش فايت .. الساعة بقت تمانية الا عشره .. المنبه الخربان ده انا هرميه فى الشارع .. ده انا ظابطه على سبعه وربع ..
وهب من الفراش مذعورا .. غسل وجهه على عجل وارتدى ثيابه بهرجلة مسروعة فبدا منظره مضحكا وقد تدلى نصف القميص خارج السروال .. ثم التقط مفتاح سيارته ال 128 الوثيرة التى حصل عليها بالتقسيط عن طريق خصم جزء من مرتبه .. وانطلق وهو لا يكف عن سب ولعن المنبه ..
امتطى مقعد القيادة .. وأدار مفتاح السيارة ..
كرررررررررررررك !!
كانت هذه من السيارة والمحرك يعلن أنه لن يدور بهذه البساطة ..
_ يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم .. الساعة بقت تمانية وربع وكمان العربيه مش عاوزه تتحرك .. ارحمنى يا رب !!
وخرج من السيارة باحثا عن أى كائن بشرى .. فوجد رجلين يبدو عليهما القوة وطلب منهما : زقة والنبى يا رجاله معانا .. فأقبل الرجلان يتأففان ولسان حالهما يقول : ( يا عم هى نقصاك انت وعربيتك ع الصبح ) ..
ورغم كل المحاولات المستميتة والدفع المخلص الا أن السيارة أثبتت بحق أنها صاحبة مبدأ .. مش هدور النهارده .. انسانى يا برهومة ..
_ شدو حيلكو شوية يا رجاله .. قربنا نوصل اهو .. باقى بتاع تمانيه كيلو بس ع البنك ..
_ نهار أبوك أزرق !! .. نعم يا خويا ؟! .. احنا هنوصلك لحد شغلك زق ولا ايه يا ........
وانطلق لساناهما بعبارات لا أستطيع ذكرها ها هنا للأسف .. ثم وجد برهومة نفسه وحيدا ..
_ طب اعمل ايه انا دلوقتى فى الورطة دى ؟ .. يادى المصيبة دى الساعة بقت تسعه الا ربع .. أنا اخد الاتوبيس بقى وأمرى لله ..
ووقف فى انتظار اتوبيس 97 .. فى القاهرة قاعدة معروفة .. قف لتنتظر أتوبيس بعينه وابقى قابلنى لو جه .. هتلاقى كل الاتوبيسات اللى رايحه كل الحتت التانيه انما اللى انت عايزه موت يا حمار ..فتظاهر برهومة انه مش عايز أتوبيس 97 فجاء على الفور !!
طبعا لم يجد مقعدا خاليا فى الاتوبيس .. بالضبط وجد موضعا ليقف فيه على قدم واحده .. خنقته رائحة العرق والأنفاس الملتهبة المنطلقة بحماس فى قفاه والتى مصدرها الرجل الواقف خلفه .. كاد ينفجر فى البكاء عندما نظر الى الساعة فوجدها التاسعة والربع ..
_ أيوة هنا يا اسطى .. والسائق لا يسمع شيئا أو هو يتظاهر بذلك ..
_ يا اسطى هنا يا اسطى .. يا عم نزلنى هنا .. يابا اقف هنااااااااااااااااااااااا !!
_ يا عم ما كنت تقول م الصبح بدل ما تنعر فى خلقتى كده .. هو انا شغال عندك .. أما ركاب عرة صحيح .. يفضل نايم طول الطريق وبعدين يقرفنا احنا ..
ابتلع برهومة الاهانة لأن الوقت لا يسمح بالشجار .. وخرج ملفوظا من الاتوبيس ومظهره وثيابه فى حالة مخزية .. ثم دخل الى عمله ..
_ المدير عايزك فى مكتبه يا أستاذ برهومة .. قالتها تفيدة زميلته وهى تغمز بعينها وتبتسم ابتسامة خبيثة ..
اتجه الى مكتب المدير وهو يبسمل ويحوقل .. ودعا الله ألا تتبعثر كرامته أمام جميع الموظفين ..
_ جررررررررررررر !! .. الساعة عشرة ؟! .. جايلى الساعة عشرة يا أستاذ ؟! .. طب ايه اللى جابك .. ما كنت تقعد فى بيتكم احسن .. مخصوم منك خمس ايام يا حبيبي .. وابقى اتأخر تانى ..
هو يوم باين من أوله .. قالها برهومة لنفسه .. أهى كده كملت بقى .. هنشحت الشهر الجاى ..
ثم اكتشف أنه هيشحت باقى الشهر ده كمان عندما تحسس جيبه فلم يجد حافظة نقوده ..
_ يا نهار اسود ومنيل بنيله كحلى .. المحفظة اتنشلت !!
واسودت الدنيا أمام عينيه .. هى مالها مقفلة ليه كده يا ربى .. سنكرت فى وشى بالضبة والمفتاح .. هروح اقول لابويا ايه بس .. اعتبرنى تلميذ تانى واديني مصروفى الشهر ده ..
قضى ساعات العمل شارد الذهن .. ولم تكن رحلة عودته من العمل أفضل حالا من رحلة ذهابه اليه .. فقد اضطر انه يستلف خمسه جنيه يروح بيهم من الشبوكشى زميله فى العمل ..
دخل بيته .. وتنهد من أعماق قلبه وهو يلقى بجسده على أريكته المفضلة .. ودفن وجهه بين يديه .. ثم سمع صوتا قادما من المطبخ ..
اتجه اليه ليجد أمه توليه ظهرها منهمكة فى طهى طعام الغداء ..
_ انتى لسه زعلانة منى يا أمى ؟
نظرت له أمه نظرة معاتبة .. ثم أشاحت بوجهها عنه ..
_ هو اللى عملته امبارح ده شويه يا برهومة ؟ .. بقى تعلى صوتك عليا يا ابني .. انت متعرفش ده أثر فيا ازاى يا برهومة .. ودمعت عيناها الحانيتان المتعبتان ..
_ ما انا خلاص عرفت يا أمى .. عرفت قد ايه انا زعلتك .. بس بطريقة عملية وقاسية حبتين ..
وحكى لها ما حدث له طيلة اليوم .. ثم انحنى ليلثم يديها ..
_ سامحيني يا أمى .. مكنتش اقصد ازعلك أبدا ..
ربتت على كتفه فى حنان فطرى .. وقالت له فى حب :
_ مسامحاك يا حبيبي .. مهما حصل منك هتفضل ابنى اللى ماليش غيره فى الدنيا ..
وابتسم برهومة عالما أن الغد سيكون أفضل حالا بالتأكيد من اليوم ..

هناك 18 تعليقًا:

غير معرف يقول...

شكرا جدا يا اسامه على الموضوع, بجد قصه حلوه قوي , بتحكي واقع احنا عايشين فيه , وقد ايه احنا الايام ده محتاجين نرجع نعرف ازاي نتعامل مع الام والاب لان فعلا زعلهم بيضيع منا حاجات كتييييييييير .
وشكرا.......

Tolerant يقول...

يااااه ده انا على كده مقصر قوى فى حقهم ده أنا كل يوم بيضيعلى أو يبوظ منى حاجه شكل . بس برده ما انت عارف الواحد مش بيعلى صوته بالساهل يا عم برهومه ... قصدى يا أسامه . الواحد بيبقى جاب أخره. بس الحكايه برده أثرت فيا . نتعلم من كده ان الواحد لما يتأخر ياخد تاكسي و بلاش بخل عشان ميتسرقش فى الباص .

princess zalabia يقول...

المشكله كلها ع فكرة مش ف ان برهومه افندى زعق ف الحاجه وعشان كده هى مش رضيت عنه الموضوع ف انه هو لو مش زعلها كانت صاحته من غير ما يستنى المنبه يرن وبكده مكنش هيتاخر خد بالك المرة الجايه يا برهومه واظبط المنبه صح

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم.

سلام من الله منى عليك صديقى العزيزورحمة وبركات.

جميل والله امتعتنى.

الجميل فيها ..
1.تشجيع الكل لطاعة الام المقرونة برحمة ربى.

2.صممتها بدعابه خفيفه وسهلتها على من يقرؤها

النقد..
انك طولت فى قصة برهومه شويه

دا رأيى يارب يزودك للامام .

وشكرا على الموضوعات المتقدمه دى وديما للامام.
عطيه عبدالباسط

ATOUTE_2005

غير معرف يقول...

يا سلااااااام على مواضيعك الحلوة دى
والله الواحد بيفتخر ان له اصحاب زيك يا أسامه

م/أحمد توفيق

غير معرف يقول...

الله عليك ياد يا أس يا جامد أيوا كده ياعم متعنا بكلامك ومقالاتك الحلوه ولو استمريت على كده هتكسر الدنيا كلامك أصله بينسينا همومنا وبيضحكنا وكمان مساير لحياتنا الواقعيه
حبيبك عبدالمنعم

غير معرف يقول...

موضوع جميل جدا ويحمل معني سااامي وهو ..كيف ان رضا الام على الابن- بعد رضا رب العالمين طبعا- يؤدي بالانسان الي طرق الخير دائما وابدا وانا دعوه صغيوره منها قد تسهل امامك طرق ومسالك قد تعوقك ...اوعي تنيم امك زعلانه او غضبانه عليك.. بحذرك اوعي تعمل او تعملي كده ابدا....واذكركم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي هريره ان جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) . رواه البخاري
Face OFF MsAaY7

غير معرف يقول...

يارب يخليك لينا ومايحرمنا من موضيعك اللذيذه وقصتك القصيره دليل على انك موهوب موهوب موهوب ياولدى , ويريت تكتب مقال عن الاسعار بليز اوقصه اكيد هكون جامده منك , فى الاخر اقولك متزعلش منى وبعتزرلك على الملا عشان الموضوع اياه و
....بحبك A.Z.

غير معرف يقول...

مساء الجمال علي الي من العسل اصفي
لو بايدي علاج الناس اخلي رؤيتك وصفه
خلصت فيك كل الكلام يا اسامه والنعمه جمال مش عادي كلام مش عادي نقد مش عادي
انت بتحسسنا فعلا بالي احنا فيه من اول الحزب الوطني وحتي عقوق الوالدين انا بفتخر فعلا اني اعرفك يا اسامه يا جميل وربنا معاك واشوفك كاتب مشهور جدا بس تبقي مهندس الاول ان شاء الله وفي الاخر بمسي علي كل الناس الي بتسيب تعليق واقولهم نيس تعليقات يا جماعه
من طرف اخوك رفعت

غير معرف يقول...

الام حاجة غاليه فى ناس مش بتحس بالنعمة اللى هما فيها الا لو حسوا انها هتضيع منهم المهم اننا نرضى امنا وابونا قبل لما يفوت الاوان ونرجع نندم الموضوع حلو ومعمول بطريقة مختلفة ربنا يوفقك

غير معرف يقول...

ياه مش كنت اعرف انى اتاخرت قوى كده فى قراءة مقال الاسبوع ده وعرفت من كميةالتعليقات ؟؟؟على فكرة اول مرة احساسى يخونى ومش افهم الهدف من الكلام من البدايه !!بس جميل وجديد فعلا وبجد امهاتنا لازم يكونوا فى عنينا !دى دعواتهم هى اللى بتنور لنا طريقنا وتحمينا من كل شر طبعا بعد عناية الله سبحانه وتعالى ...وكل سنة وكل ام بخير وصحة ومزيد من العطاء والحب والحنان...اوركيدا (د/داليا )...

غير معرف يقول...

كلام جامد يا اسامه ربنا يزيدك يارب وضيف لينا حاجات جميله كده انت خساره يا بنى فى البلد دى المفروض تمسك بدل وزير الثقافه وبعديها بدل البترول انشاء الله

دعاء مواجهات يقول...

- إزيك ياواد يامهندس إنت فينك وإية بس الكلام الجامد دة مش قولتلك م الأول بس إنت مكونتش مصدق كلامى ولسة ياإبنى ولسة

غير معرف يقول...

ايه ياعم فين الجديد احنا هنستنى كتير

غير معرف يقول...

اسامة بجد القصة اكتر من رائعة وبتناقش موضوع مهم واكيد كلنا هناخد بالنا ونفتكر كلامك لو اعصابنا خنتنا وزعلنا مامتنا..........انت بجد ماْثر فينا....وربنا يوفقك يا اوس اوس

زفته وقطران يقول...

ايوه
هي دي جزاة اللي يزعل امه

moon light يقول...

نشادر نشادر يعنى مش اى كلام هههههههه
بجد القصه هايله جدا وبتكرر كتييييير فى حيانتا وده للاسف
لكن طبعا الى بيكون سبب فى سعاده واليه
بيكونوا هما سبب سعادته فى الدنيا وفى الاخره
وبجد بحييك على فكره القصه وارفعلك القبعه
يا عبقرينو يا جااااامد

sara sallah el den يقول...

gamila