الثلاثاء، 31 مارس 2009

امضى كلماتى .. !

امضى كلماتى على روحى .... أسمح لك ..
أنا لا أطالب بانتحارك ... لا تهلكى ..
امضى كما شئت ..
على مهل ..
على عجل ..
كيانى الواهن ملكك ..
سيرى على قدسى ..
واستمدى عبيرك من شعورى المنهك ..
لا أمانع ولن أراجع خلفك ..
ولكن رحماك بى ..
رحماك بى .. لا تتركينى أعانى ظلمه أثرك ..
أرجوك لا !
أرجوك لا .. لا تنزعى منى تافهات أمورى ..
أحيا بها...
أهرب بها من ضمير يشتكى ..
مرى كنسمة .. لا تجمعى سحبا ..
لا تسكبى حبرا فوق ليلى الحالك ..
هيا ارجعى ..
هيا استفيقى ..
لماااذا أنت بمسلكى ؟؟!!
يا نحلة سقت الورى شهدا .. أذانى ذنبك ..
امضى ولا تقفى ..
امضى ولا تقفى .. أسمح لك ..
أنا لن أكرر !
هيا اذهبى فى أى درك هاالك ..
سأنتحر !
ألا تبالين ؟؟!!!!!
يا وضيعة .. يا من بقيحى صنعتك ..
لقد انتحرت !
لقد انتحرت و أنت بداخلى .. موتى معى ..
موتى معى ..
موتى معى وذوقى بعض جحودك !

.................................................................
القصيدة دى آخر إبداعات صديقي و حبيبي و أنتيخي .. محمد قمر .. مش هقول رأيي فيها عشان مأثرش على آرائكو .. و افتكر يا محمد الجمايل دى .. بس متاخدش على كده بقى .. دى مدونتى انا على فكرة !

الجمعة، 27 مارس 2009

طالما بقى البانتير !

فرد ذراعيه النحيلتين و تثاءب بعمق .. طوال عمره المديد كان يحب التثاؤب .. يشعر دائما بمتعة شديدة و هو يتثاءب بكسل ممتدا على فراشه الواهن .. يرى أن التثاؤب إحدى متع الحياة التى لا يستطيع أحد حرمانه منها !

نهض ببطء شديد .. عبث فى لحيته القطنية بأصابعه العجوزة .. أعد إفطاره البسيط ثم تناوله .. ارتدى ملابسه ثم توجه خارجا من كوخه العتيق ..

مشى نحو نهر الـ " بانتير " .. البانتير هو نهره المفضل .. هناك الكثير من الأنهار الأخرى كالـ " شاكوف " و الـ " ريبون " و الـ " ملتاجو " .. كلهم أنهار ساحرة فعلا .. و لكنه يعشق البانتير .. هناك على ضفافه قضى أكثر أيام حياته حميمية .. هناك تصارع مع أصدقاء شبابه لينالوا إعجاب الفتيات .. هناك رأى حبيبة عمره " لاروجى " لأول مرة .. هناك ابتسم لها و بادلته الابتسام .. هناك ودع لاروجى عندما أخبرته باضطرارها الزواج من " لوستكوفنى " تاجر النبيذ لأن أباها يريده .. هناك ضحك و توتر و صاح و بكى .. و هناك يجلس دائما " ساشينت " ..

ساشينت العجوز الذى يشبهه كثيرا .. نفس العيون المتعبة و النظرات الملولة .. نفس الجسد الممصوص و الشعر الأشيب .. نفس اللحية القطنية و الصوت الهادىء .. ساشينت الذى ينتظره دائما عند البانتير .. يجلسان نفس الجلسة ليتحدثا طوال اليوم محدقين فى مياه البانتير الصافية .. يحكيان ذكرياتهما .. يغنيان لـ " عرلوباك " مطربهما المفضل .. يبتسمان و تدمع أعينهما .. ثم يأتى الليل معلنا لحظة رحيل كل منهما إلى كوخه ..

وصل إلى البانتير .. ها هو ساشينت جالس مادا قدميه فى المياه .. بالتأكيد شعر به و لكنه لم يلتفت .. من ينظر إلى مياه البانتير لا يمكنه الالتفات عنها أبدا ..

_ أتساءل متى سيأتى اليوم الذى آتى فيه إلى البانتير ولا أجدك يا ساشينت !

قالها له مازحا .. لينظر له ساشينت و يبتسم بخبث محبب قائلا :

_ عندما ينضب البانتير و تجف مياهه .. وقتها لن تجد ساشينت أبدا !

ضحك كثيرا ثم جذب ساشينت من لحيته قائلا :

_ أيها العجوز المتصاب .. لا أفهم بالضبط لماذا ضل ملك الموت طريقك كل هذا الوقت ! .. يكفيه فقط أن يقوده مزاجه لبضع لحظات من الرومانسية هنا عند البانتير ليراك .. وقتها لن يضيره أبدا قبض روحك على سبيل التسلية و تزجية الوقت !

_ لن تصدقنى إذا قلت لك أنه كان هنا منذ أيام و رآنى و ابتسم لى ! .. صدقنى هو غير قادر على إيذائى ! .. المشكلة الحقيقية تكمن فيك أنت يا صديقي !

مد يده ليتحسس جبهة ساشينت ثم قال :

_ يبدو أن الشيخوخة بدأت تسيطر عليك فعلا يا ساشينت ! .. لقد أصبحت تهذى يا رجل !

لوح ساشينت بيده فى عدم اكتراث .. ثم أمسك بقبضته بعض التراب و قذفه بحدة فى المياه .. مرت دقيقة ثقيلة من الصمت و ساشينت منهمك فى التقاط التراب و القاءه فى المياه .. حتى استوقفه و أمسك ذراعه بعصبية ..

_ يكفى ذلك يا ساشينت .. يكفى تماما .. لقد ألقيت أتربة بما فيه الكفاية .. لقد تعكر النهر كثيرا .. كفى !

_ اعذرنى يا صديقي .. و لكنك تعرف جيدا أننى مضطر .. ظننتك اعتدت ذلك و لكنك تثبت لى يوما بعد يوم أنك لا زلت طفلا !

_ سامحنى يا ساشينت .. أنت تعرفنى جيدا .. تعرف أننى أتفهم ما يحدث ولا أملك الاعتراض .. و لكننى أتألم يا ساشينت .. أعتقد أن حقى فى التألم هو حق مشروع تماما !

_ حسنا .. تألم كما يحلو لك .. و لكن بهدوء من فضلك !

نظر لساشينت بعتاب ثم نظر إلى مياه البانتير التى تعكرت لتوها .. كم أنت قاسى يا ساشينت !

نظر ساشينت إلى وجهه العابس و ابتسم .. ربت على كتفه فى رفق ثم هزه بمرح و قال له :

_ كم اشتقت لأغنية عرلوباك القديمة " لن أبق وحدى أبدا " .. منذ زمن لم أسمعها .. ما رأيك ؟ .. أندندنها سويا ؟

ابتسم ابتسامة عريضة ثم نظر له بفرحة طفولية قائلا :

_ أحقا تعنى ما تقول ؟! .. ستغنيها معى الآن ؟!

هز ساشينت رأسه مؤكدا .. ثم بدأ صوتاهما يعلوان بكلمات الأغنية ..

" حتى لو اختفت كل الشهب من السماء ..
حتى لو انفجرت كل النجوم لينتشر اللهيب ..
حتى لو قرر اللهيب نفسه أن يتلاشى ..
حتى لو تخلت عنى كل الموجودات ..
و تركتنى حاملا عجزى على كتفى ..
لن أبق وحدى أبدا ! "

اتسعت ابتسامته و شعر بنشوة غامضة تسرى فى كيانه .. ثم واصل الغناء مع ساشينت ..

" كثيرا ما تعاملنى حياتى بقسوة ..
كثيرا ما أشعر أنها تكرهنى حقا ..
و لكننى لن أكرهها ..
لن أشبع لها رغبتها بهذه البساطة ..
سأجبرها أن تحبنى .. نعم أستطيع ذلك ..
سأحبها بعنف .. سأعشقها بغضب ..
فقط كى أنتصر عليها ..
و لا أبقى وحدى أبدا ! "

ارتفع صوت ضحكاته و دمعت عيناه .. كاد يطير من الفرحة عندما رأى ساشينت يلتقط بعض الأزهار عطرة الرائحة من حوله ثم يلقيها فى مياه البانتير و هو يواصل الغناء ..

" فى النهاية .. يكفيني أننى دائما معى ! ..
و حتى لو حدث يوما .. و لم أعد أتحمل الحياة معى ..
سأحاول أن أحبنى أكثر ..
لأجبرنى أنا الآخر على حبى ..
ولا أبق وحدى أبدا ! "

شعر بسعادة غامرة تجتاح جنبات روحه و هو ينظر إلى مياه البانتير التى زينتها الورود .. نظر إلى ساشينت بامتنان كبير .. ثم نهض عندما وجد الشمس موشكة على الاختفاء بشكل كامل .. ودع ساشينت و وعده باللقاء غدا .. سار بخطوات هادئة نحو كوخه و هو لا يزال يردد الأغنية .. ثم بدأت الذكريات تعصف برأسه الأشيب ..

تذكر كيف تركه كل من حوله بعدما أصبح طاعنا فى السن .. تذكر كيف كانوا يعاملونه بقسوة و ازدراء .. تذكر كيف كانوا يسخرون منه و يعتبرونه شيخا مخرفا .. تذكر كيف قلت زياراتهم له يوما بعد يوم حتى تركوه تماما ليذوب كل منهم فى حياته و ينسوه بشكل كامل ..

تذكر كيف بدأ ساشينت يظهر فى حياته فجأة .. ثم يصبح أهم أسباب بقاءها !

هو يعرف جيدا الحقيقة .. يعرف جيدا أن ساشينت لا وجود له سوى فى خياله ! .. ساشينت بالفعل مجرد فكرة داخل رأسه .. و لكنه حقيقي تماما كالبانتير ..

ساشينت حقيقي أكثر من أصدقاءه الذين تركوه وحيدا .. حقيقي أكثر من أبناءه الذين اقتلعوه من حياتهم .. حقيقي أكثر من كل من عرفهم فى حياته من ذوى اللحم و الدم ..

ساشينت كان حقيقيا فى كل كلمة قالها .. كان حقيقيا فى كل تصرف فعله .. كان حقيقيا عندما عكر البانتير بالتراب .. كان حقيقيا عندما زين البانتير بالورود .. كان حقيقيا عندما غنى و ضحك و بكى معه ..

ساشينت .. فكرته التى ستبقى طالما بقى البانتير .. فكرته التى انتصرت على كل من تركه حاملا عجزه على كتفيه .. فكرته التى هزمت اختفاء الشهب و انفجار النجوم و تلاشى اللهيب ..

ساشينت الذى سيبقى دائما عند البانتير .. سيجده هناك طالما أراد ذلك .. فقط لأنه قرر ألا يبقى وحده أبدا !

.............................................................

نشر فى مجلة بص و طل الالكترونية ..http://www.boswtol.com/aldiwan/ndonia_245_084.html

الثلاثاء، 17 مارس 2009

ليس بهذه الخطورة !

بحثت كثيرا عن مقدمات للموضوع و لم أجد ..

فالموضوع بالفعل لا يحتمل المقدمات الأدبية المتحذلقة أو البحث عن أسلوب أدبى منمق لعرضه ..

باختصار شديد .. لى صديق عزيز جدا محتجز الآن فى قسم الشرطة تحت رعاية مباحث أمن الدولة .. و لا أحد يعلم عنه شيئا منذ احتجازه الخميس الماضى ..

صديقي يدعى محمد .. ملتحى .. يدرس بمعهد لإعداد الدعاة إلى جوار دراسته بكلية الحقوق ..يهتم بقراءة الكتب الاسلامية .. يحاول الحفاظ على إقامة فروضه فى المسجد .. يحب الاستماع للشيوخ الحويني و حسان و يعقوب .. يحب قراءة روايات أحمد خالد توفيق و يتخذ الكتابة هواية .. يرفض اتهامه بالانتماء لأى جماعة لأنه لا يعتبر السلفيين جماعة .. يرى أن المظاهرات حرام و يرى أن الخروج على الحاكم حرام .. و لديه تحفظات على انتقاد الحاكم علنا و الهجوم عليه فى الصحف و المدونات حتى لو ثبت خطأه و ظلمه .. و رغم ذلك تراه الداخلية خطرا مستطيرا على الأمن القومى يجب السيطرة عليه و بتره !

الأوامر تصدر و العروق تنفر و العيون تجحظ و الأصوات تتعالى و سيارات الشرطة تنتشر و السارينات تهدر و القلق يتزايد .. كل ذلك من أجل شاب مصرى يبلغ من العمر 21 عاما و يحضر الدروس الدينية بالمسجد ! .. لن أكون قاسيا لأقول أنهم أغبياء و حمقى لأنهم تركوا الشباب المنتشر على المقاهى و الكافيتيرات و قوارع الطرق يدخن الحشيش و يتعاطى الحبوب المخدرة و أمسكوا بالشاب المتدين .. فحتى هؤلاء الشباب لا يستحقون المسائلة .. لماذا لا يدمن الشاب الآن الزنا و الحشيش و الترامادول و الأفلام الجنسية فى ظل سلطة تتفنن فى تعذيب المتدينين و المثقفين و أصحاب المواقف الشريفة ؟ .. لقد سرقوا منه كل شىء .. سرقوا مستقبله و فرصته فى عمل محترم .. سرقوا حقه فى مستوى تعليم يرقى بتفكيره و ثقافته .. سرقوا أحلامه و قتلوا طموحاته ..عذبوا أمام عينيه كل مثقف يملك رأيا غير مداهن السلطة .. طاردوا كل من يطلق لحيتة .. فرضوا رقابة على كل مدونة و كل جريدة .. منحوا الصلاحيات لمن يعلم الجميع فسادهم .. و النتيجة هى أننى لابد أن أخرس و لا أوجه اللوم لأى شاب يفعل أى شىء مشين أو لا أخلاقى .. يجب الآن أن نربت على كتفه و نلتمس له كل العذر قبل أن نرتدى ثوب الحكمة و الموعظة لنلومه أو نوبخه أو حتى نوجه له النصح ..

محمد يعرف _ كما يعرف الجميع _ أن الحكومة فاسدة و لكنه لا يتظاهر ضدها .. يعرف _ كما يعرف الجميع _ أن حسنى مبارك متواطىء و مخنث المواقف و راعى للفساد و لكنه لا يؤيد الخروج عليه و الانقلاب ضده ..كنت دائما أختلف معه فى ذلك مؤيدا للمظاهرات و للخروج على الحاكم الظالم و لكنه مقتنع تماما برأيه .. و رغم ذلك اعتبرته الحكومة خطرا عليها ..

أعتقد أنه لو تمت إهانة محمد أو تعذيبه داخل القسم سيغير موقفه إلى الأبد .. ربما يتحول فعلا إلى إرهابى و يفجر نفسه فى أول أتوبيس سياحى يراه .. وقتها سيكون للسلطة الفضل الأول فى ذلك ..

الآن أصبح لكل فرد فى هذا الشعب ثأر شخصى مع السلطة .. و الله لو أن الشعب تمكن الآن من سلخ جلودهم أحياء لما تردد فى ذلك .. صبرا .. سيأتى هذا اليوم حتما و لكن على أن أصبر قليلا !

فى النهاية لا أملك سوى أن أترك إحساس العجز المرير يسيطر على كل حواسى .. و أدعو الله أن يخرج محمد فى أقرب وقت و بدون أى خسائر نفسية أو جسدية .. و أطلب من الجميع الدعاء .. فقد أصبحنا لا نملك أكثر من ذلك .. حتى إشعار آخر !

الثلاثاء، 10 مارس 2009

برده ساقط !

انت ساقط .. انت ساقط ..
اوعى تفتح بؤ أهلك ..
أو تناقش .. أو تلابط ..
ده انت ضايع لا محالة ..
ده انت ياض مقلب زبالة ..
ده انت أحسنلك و أريح ..
تشتغل صبى فى البقالة ..
بتقوللى ايه ؟ بكتب مقالات ؟
ياخى بوف عليك !
ياض شعر ايه و غنا و حركات ..
ربنا يهديك !
فالح يا خويا تسمعلى منير ..
تقرا روايات و قصص لكتير ..
لكن دراستك و مصالحك ..
ترتيبها جوا المخ أخير ..
داير بتغلط ف الريس ..
أبو عقل رزين ..
اش فهمك انت دماغه ؟
يا ابو مخ تخين !
هتروح يا جحش ف ميت بلوى ..
و تضيع ببلاش ..
تحوج أبوك للى بيسوى ..
و اللى ميسواش ..

يا اخوانا بس ادونى دقتين ..
عاوز اتكلم !


اخرس يا بقف كمان لك عين ؟!
ايه .. هتأفلم ؟!
تعمل قصص .. تعمل حواديت ..
ف مدونتك ..
يقراها بس شباب خايب ..
من عينتك ..
الحبتين دول تعملهم ..
على ناس تانيين ..
لكن احنا مش هنركزلك ..
ولا ليك فاضيين ..
مهما تصرخ .. أو تزعق ..
مهما تتكلم .. تبرق ..
كنت ثاير .. كنت شاخط ..
برده فاشل ..
برده ساقط !

يا خسارة الورد !

القصيدة دى قديمة .. بس قلت انشرها هنا بالمرة .. ما هى مجتش عليها يعنى .. بجملة !

انت ميت ولا عايش ..
انت دايب ولا بايش ..
انت صاحى ولا نايم ..
ولا شادد حيل و قايم ..
انت ماشى ولا راكب ..
ولا فاتح باب موارب ..
انت بحار ع المراكب ..
ولا نجار باب و شيش ؟!
لو عرفت تقول مفيش ..
قوللى عايز بس اعيش ..
يمين شمال ميهمنيش ..
تلاقيني حتى ساعات مبسوط ..
و هتفرق ايه لو متلاقينيش ..
و حياة ابوك سيبنى ف حيرتى ..
و الله محتار ..
مبقتش من صلاحياتى ..
أعرف أختار ..
خيال مآته حطوه بالظبط .. ف وسط الأرض ..
أراضى تحقيق الأحلام ..
و انا حلمى طير بيلف يدور ..
و نفسه يحط .. علادى الأرض ..
لكن يا عيني هيحط ازاى ..
و الخوف واقفله بيبنى السد ..
الطير وقع !
ما هو أصله من كتر الطيران ..
جناحه اتهد ..
يا خسارة الطير..
يا خسارة الحلم ..
حرقتو كل زهور الورد ..
يا خسارة الورد !