منذ البداية كنت أشجع مانشستر يونايتد بكل حواسى .. لثلاثة أسباب .. لأننى أحب فريق مانشستر .. و لأننى لم أستطع أبدا طيلة حياتى أن أحب فريق تشيلسى .. و لأن المدير الفنى لتشيلسى ( أفرام جرانت ) اسرائيلي الجنسية .. و سعدت كثيرا بالفعل بعدما فاز مانشستر بالمباراة و بالكأس ..
فيما بعد قرأت أنه قد تم عقد مؤتمر صحفى قبل المباراة .. ذكر فيه أفرام _ ولا اعرف مناسبة ذلك _ أنه يضع فى منزله صورا لبعض القادة الذين يحاول استلهام نجاحاته من أعمالهم .. ذكر منهم غاندى و تشرشل و محمد على كلاى و مارتن لوثر كينج و .. أنور السادات !!
و أضاف أن هذه الشخصيات عظيمة لأنها واصلت المشوار الى النهاية و استطاعت تحقيق انجازات كبيرة ..
كويس خالص .. الحقيقه كلمات الراجل ده خلتنى اخد قرار انى اقول كلام نفسى من زمان اقوله .. بس كنت ساعات بلاقى مفيش فرصة أو اقول مش دلوقتى خليها بعدين .. بس الاخ أفرام يشكر بقى هو اللى ولعها .. و يمكن كلامى ده مش هيعجب ناس كتير .. بس كل واحد له الحرية فى انه يعبر عن رأيه .. احنا ناس ديمقراطيين .. وهنتناقش ..
أرى أن مصر الان _ بلا فخر _ من نوادر الدول التى بائت بوصمتى عار و ليس وصمة واحدة كأغلب دول وطننا العربى ..
دعنا نرى دولا مثل سوريا و لبنان و العراق ( عراق ما قبل الغزو الأمريكي تحديدا ) .. دول تعانى كثيرا على مستوى الداخل .. مواطنين لا يعيشون فى مستوى اقتصادى أو اجتماعى مناسب .. لا وجود للديمقراطية .. أو بشكل أدق هناك ديكتاتورية تسحق حقوق المواطنين .. ولكنها رغم ذلك دول تحافظ على موقف سياسى خارجى محترم .. موقف يعبر عن شموخ و عدم خضوع .. وكلنا يعرف صراعاتهم مع أمريكا و اسرائيل طيلة السنوات الماضية ..
على الجانب الاخر نرى دولا مثل السعودية و الكويت و قطر و البحرين و الأردن .. دول طأطأت الرؤوس منذ زمن .. ارتضت على نفسها الذل والبقاء تحت ضروس اسرائيل و الخضوع لأوامر أمريكا .. مواقفها الخارجية مخزية و غير شريفة .. و لكن فى الوقت ذاته يتمتع مواطنيها داخليا بمستوى اقتصادى محترم ومستوى معيشي متميز يصل لحد الترف والثراء الفاحش .. و يشعرون ببعض الكرامة داخل بلدهم .. يشعرون بأدميتهم ..
أما مصر فهى كالعادة صاحبة الريادة و الموقف المتفرد .. مصر الوحيده التى تعانى داخليا و خارجيا .. بائت بالسوئتين .. فلا المواطنين بالداخل يلقون أى نوع من الاهتمام من حكومتهم ورئيسهم الموقر .. و كلنا يعلم طبعا الظروف الداخلية حاليا بكل ما فيها .. ولا هى أيضا دولة تملك موقفا خارجيا صامدا أو بطوليا يعارض الارهاب الصهيونى أو يدين الامبريالية الأمريكية .. بل على العكس تماما .. فالزعيم و القيادة و العبور للمستقبل كان يهنئهم منذ أيام على قيام دولتهم .. متهيألى مفيش حد تانى غيره من الرؤساء العرب مهما بلغت درجة بجاحته عملها .. ما شاء الله ريسنا متفوق فى المجال ده .. بل و أيضا يصدر لهم الغاز المصرى تقدر تقول ببلاش .. بيدعمهولهم وبيصرف عليه من جيبه _ أو من جيب الدولة متفرقش _ بدل ما يوفر العيش اللى الناس مش لاقيه تاكله هنا .. هو حسنى مبارك رئيس دولة ايه بالظبط ؟!
ما علينا .. فأنا أرى أن السبب المباشر فى ذلك دون أى لبس أو سوء فهم .. هو أنور السادات .. أنور السادات رجل الحرب و ما يسمى بالسلام .. حبيب أفرام .. الرجل حاد الذكاء الذى لم يوجه ذكائه هذا فى الطريق الصحيح ..
بتقول ليه ؟؟
***********************
معاهدة السلام ..
عقد لبيع القضية و المبادىء و الأخوة العربية و كل الأرض فى مقابل الحصول على قطعة منها .. أتكلم هنا من منطلق أن كل أرض فلسطين هى أرضنا .. و ليس فقط سيناء التى لم ننلها كاملة أيضا غير بعد طلوع الروح والجرى فى المحاكم الدولية اللى كانت ممكن بكل بساطة تحكم ان طابا دى مش بتاعتنا و انها بتاعت اسرائيل .. و ساعتها مكنش حد هيفتح بقه ..
أعتقد أن فترة ما بعد حرب أكتوبر مباشرة هى الفترة الوحيدة التى كان من الممكن وقتها أن يتحقق الحلم .. حلم الوحدة العربية الذى أصبح الأن دربا من دروب الخيال .. مصر منتصرة .. الدول العربية ساعدتنا .. فى اللى قطع البترول و فى اللى ساعدنا على خط النار زى سوريا .. حققنا هدفنا اللى كان وقتها بيتقال انه مستحيل و الجيش الذى لا يقهر و مش عارف ايه .. و بعد ما استردينا جزء من سينا .. و بعد ما السادات حس انه مش هيقدر يكمل و خصوصا ان امريكا هتساعدهم .. قال انا مش قد الناس دى و مش هقدر احارب تانى .. و راح الكنيسيت وقاللهم انا اسف والله مكنتش اقصد .. ويلا بقى احط ايدي فى ايديكم و احط دماغى تحت رجليكم ونكتب ورقتين و تدونى سينا و ابقى ابن كلب لو فتحت بقى معاكم تانى .. لا أرى الموقف على ضوء اخر ..
الحق أن الجولان و جنوب لبنان كانوا فى خطة السادات .. و بالنسبة لفلسطين كان الاتفاق على أن تعود اسرائيل لحدود 48 .. و لكن هل هذا يشفع للسادات ؟ .. أنصار المعاهدة بيقولو دلوقتى يا عم يا ريتهم كانو سمعو كلامه .. انت مش شايف اللى بيحصل دلوقتى ولا ايه .. دول بيبوسو ايدين اسرائيل دلوقتى عشان ترجع لحدود 67 و مش راضية كمان .. شفت السادات كان عنده بعد نظر ازاى ..
أرد عليهم أنه من ارتضى على نفسه الانحناء فلينحنى اذن الى الأبد .. السادات بدأ الخضوع والتنازل عن حق ليس ملكه وانما ملك الشعوب و الاجيال التى سيتحمل السادات ذنب ذلها وتشريدها للأبد .. ذهب معترفا بدولة اسرائيل و هو ما يهدم المبدأ من البداية .. لا وجود لدولة تسمى اسرائيل يا رئيسنا السابق .. أنت تريد المصالحة مع كيان هلامى سرطانى خبيث يجب ازالته .. أنت منحته الشرعية بمعهادتك الأثمة .. انحنى السادات فانحنت مصر فانحنى العرب من بعدها ولا زالوا ينحنون .. و اركب يا شمعون ..
***********************
الانفتاح الاقتصادى ..
القرار العبقرى الذى اتخذه السادات فى الوقت المناسب .. أشهد له بذلك و ابصم بالعشره كمان .. فالنظام الاشتراكى الذى كانت تتبعه مصر ما هو الا كذبة ناصرية كبيرة كانت ستؤدى باقتصاد البلاد الى الهاوية ( مع كامل حبى و احترامى للرئيس جمال عبد الناصر ) .. و قد أثبتت النظرية الاشتراكية فشلا مدويا فى موطنها الاصلى و مسقط رأسها بعد انهيار الاتحاد السوفييتي و سقوط رموز الشيوعية ..
و لكن .. هل طبق السادات الرأسمالية فى مصر تطبيقا صحيحا ؟
أعتقد أن الاجابة هى لا .. و الأدلة كثيرة ..
منها أن مصر بيعت قطعة قطعة و لا زالت تباع الى الأن لمستثمرين أجانب لا يهمهم مصلحة الوطن و لا الشعب بالطبع .. و فى ظل غياب مفضوح لدور الدولة ..
منها أن وزير سابق فى حكومة السادات لما صحفية سألته فى حوار لجريدة محترمة و هى المصرى اليوم و قالتله كيف كان السادات يدير شئون الدولة الاقتصادية .. قاللها : كنا بنقعد بالليل و يقوللى احكيلي !! .. رئيس دولة يعتمد على الحواديت فى ادارة اقتصاد بلده .. ما شاء الله .. السادات بطبعه كان سياسى ناجح من الدرجة الأولى و اقتصادى فاشل من الدرجة الأولى أيضا ..
منها أيضا ما نراه اليوم من فئة قليلة تمتص دم الشعب وتستأثر بالمليارات بواسطة الاحتكار و تجويع الغلابه .. زى الأخ احمد عز ( هو طن الحديد عدى التسعتلاف ولا لسه يا جدعان ؟! ) و محمد ابو العينين و بتوع الاسمنت و غيرهم كتير ..
فالرئيس مبارك يسير على خطى السادات و لا يحاول الانحراف قيد أنملة .. فمبارك بطبعه شخصية غير ابتكارية و غير قيادية على الاطلاق .. الأقدار صنعت له طريقا فمشى فيه كما هو و لم يغيره .. أرى أن مبارك ما هو الا ( التطور الطبيعي للحاجة الساقعة ) لا أكثر ولا اقل .. بيبس كولا بيبس !
***********************
أعتقد الأن أنه من الطبيعي جدا أن يحب أفرام السادات .. ولماذا لا يحبه اذن ؟!!
فهنيئا لك بالسادات .. و هنيئا للسادات بحبكم له ..
و كما قال الحديث الشريف ( يحشر المرء مع من أحب ) .. فربنا بقى يرحمه ويغفر له و يسترها عليه .. و يهدى اللى احتل كرسيه من بعده أو يريحه و يريحنا !