الأحد، 17 مايو 2009

رغبات لم تكن أنانية !

_" غيبوبة " ..

نطقها الطبيب فى لا مبالاة واضحة .. نطقها و الجمود يملأ قسمات وجهه .. قالها دون أن أشعر بالدماء تسيل من كل حرف فيها .. قالها دون أن تحترق أعصابه لقولها أو يتمزق قلبه لنطقها ..

لم يكلف نفسه حتى بادعاء القلق أو التأثر .. كان من الممكن أن أسامحه لو ظهر لى تكلفه فى اصطناع نظرة دامعة أو نحت تعبير حزين على وجهه .. رغم أن واجبه الطبيعي أن يبكى و يحزن و يتمزق دون تكلف .. صحيح أن الراقدة على الفراش فى غيبوبة كاملة هى أمى أنا .. و لكنه يجب أن يتألم لألمها .. يجب أن يتعذب لعذابها و يصرخ لعجزها بل و يموت كمدا لتدهور حالها ..

أعلم جيدا أن عشرات الحالات تمر عليه كل يوم .. حالات مثل أمى و أصعب .. أعرف أنه أصبح جامدا متبلدا عديم الإحساس ميت القلب .. أعرف أنه لم يعد يكترث لآلام و عذاب الآخرين .. و لكن هذه أمى .. أمى أنا ليست مجرد مريضة أخرى .. ليس من حقه أن يقف هكذا بمنتهى البرود غير عابىء بما تشعر به .. تبا له من حيوان قاسى !

لم تكن حالة أمى بهذا السوء عندما جاءت إلى تلك المستشفى فى البداية .. كانت لا تزال ملامحها تنطق بالحياة .. كانت عيناها تغمرانى بنظراتهما الدافئة و شفتاها تمنحانى ابتساماتهما الحانية .. الآن لم تعد تشعر بى .. لم تعد تشعر بأقرب إنسانة لروحها و أحب مخلوقة لقلبها و هى تجلس بجوارها .. أنا ابنتها و صديقتها و حبيبتها .. أكلمها فلا تسمعنى و أسألها فلا ترد على ..

تلك المستشفى الحقيرة .. لا يوجد أى نوع من الرعاية الطبية أو الإنسانية .. لا وجود للهدوء اللازم للمرضى .. لا أدوية مناسبة ولا أدوات طبية جيدة .. لا ممرضات مهتمات و لا أطباء أكفاء .. أى مستشفى تلك التى تقطنها القطط و تدخل غرف المرضى بمنتهى الأريحية ؟! .. مستشفى كئيبة رثة غير جديرة حتى بمعالجة القطط التى تستوطنها !

كم صرخت حتى بح صوتى و أنا أطالب بضرورة نقل أمى إلى أى مستشفى خاصة محترمة فى القاهرة .. كم حاولت إقناع الجميع بأن تلك المستشفى هى السبب فى تدهور حالة أمى .. كم تشاجرت مع إخوتى و سببتهم لأنهم جميعا ضدى .. كلهم يرون أننى حمقاء أنانية لا أفهم شيئا .. كلهم يحاولون إقناعى بأن نقلها خطر عليها و بأن حالتها لا تسمح بذلك .. كلهم يرددون نفس الكلام الأجوف .. " دى أعمار .. و محدش عارف الخير هنا و لا هناك " .. " لو ربنا كاتبلها الشفا هنا يبقى النقل مش هيجيب نتيجة " .. أكره هذا الكلام المائع و أكره كل من يقوله .. كلام ظاهره الحكمة و باطنه الحمق و البرود و التبلد و القسوة .. الكارثة أن قراراتهم هى التى تنفذ دائما .. إخوتى الذكور الناضجين الذين يفوقوننى سنا و خبرة و عقلا .. و أنا الفتاة المدللة الأنانية المعتادة على تلبية رغباتها الحمقاء فى كل الظروف .. الجميع يرى الأمر كذلك .. و أنا أرى الجميع أغبياء ..

_" أنا هكتبلها على محلول تروحو تجيبوه من أى صيدلية دلوقتى " .. قالها الطبيب و هو يخط شيئا ما بقلمه السمج على ورقة مهترئة .. ناول الورقة لأخى و تكلم معه قليلا ثم اختفى .. اقتربت من أخى و من جديد أخبرته بضرورة نقل أمى .. و من جديد عارضنى و هاجمنى و اتهمنى بالحمق .. علا صوتنا و دخلنا فى شجار عنيف لينضم بقية إخوتى ليساندوه ضدى .. سببتهم جميعا و الدموع تغمر وجهى ثم التقطت حقيبتى و انطلقت خارجة من الغرفة و أنا أحترق ألما و غيظا .. كانت الرغبة فى تحطيم أعناقهم و التجرع من دمائهم تجتاحنى بشدة !

توجهت نحو الاستراحة بالخارج .. كانت خالية تماما إلا من قطتين تعبثان هنا و هناك .. جلست على أقرب مقعد و دفنت وجهى بين كفى و اندمجت فى البكاء .. أمى تتعذب و أنا عاجزة عن فعل أى شىء و الجميع ضدى .. أخرجت منديلا لأمسح وجهى تحسبا لدخول أحد .. لا أحب أن يرانى أحد بهذه الصورة .. وقعت عيناى على المقعد المجاور لى فرأيت علبة سجائر و قداحة .. هذه القداحة تخص أخى .. بالتأكيد نسى سجائره و قداحته هنا .. و لكنه لن يلبث أن يتذكرهم قريبا عندما يشعر بالحاجة إلى التدخين .. عندما يصبح " خرمانا " كما يقولون ..

سجائر .. كل إخوتى يدخنونها منذ زمن .. عندما كنت أسأل أحدهم لماذا يدخن .. يكون الرد دائما : " يعنى أولع سجاير ولا أولع فى نفسى ؟! " .. كلهم يدعون أنهم يدخنونها لأنهم معذبون ضائعون تخنقهم الظروف و تقسو عليهم الحياة .. بهذا المنطق فمن حقى الآن أن أدخن التبغ فى عامود إنارة و ليس فى ورقة بفرة !

نظرت مرة أخرى نحو علبة السجائر .. نظرة كانت تحمل الاشتهاء و التردد معا .. ثم نظرت حولى فى قلق قبل أن تمتد يدي بحذر لتلتقط العلبة و القداحة لأدسهما فى الحقيبة ثم أفر خارجة ..

توجهت نحو تلك " الخرابة " المسماه مجازا بحديقة المستشفى .. جلست على أحد المقاعد ثم أشرت بيدي لأحد الشباب العاملين بالكافتريا .. طلبت منه فنجالا من القهوة السادة الثقيلة رغم أنى لا أحب القهوة من الأساس .. ثم سألته : " بتدخن ؟ " .. نظر لى فى دهشة و ارتسمت علامات البلاهة على وجهه كأننى وجهت له السؤال باللغة الصينية ! .. سألته مرة أخرى : " انت بتدخن ؟ " .. فأجابنى : " آه .. بدخن " .. أخرجت علبة السجائر من الحقيبة ثم فتحتها و ناولته سيجارة .. " خد دى .. بس عايزة القهوة بسرعة " .. خيل إلى أنه فرح كثيرا بالسيجارة .. سيجارة أجنبية الصنع باهظة الثمن .. سيجارة " فاكهة " بالنسبة للسجائر المحلية الرديئة التى " هرت " صدره .. لابد أنه سينحى دهشته جانبا الآن .. بعد أن يستمتع بكل نفس من السيجارة سوف يندهش كما يحلو له عندما يتذكر أن من أعطته السيجارة فتاة جميلة محجبة " بنت ناس " ذبل وجهها من شدة الحزن و احمرت عيناها من شدة البكاء ..

رغم أن الأطباء يحذروننى تماما منذ طفولتى من تناول القهوة لأنها خطر على مرضي القلب أمثالى .. و رغم أن قلبى الآن يؤلمنى بشدة و أشعر به يخفق بطريقة غير طبيعية .. أشعر أنه يتحين الفرصة ليتوقف إلى الأبد .. إلا أننى أرغب فعلا فى شرب القهوة و تدخين السيجارة .. أعتقد أن قلبى لن يتوقف الآن بسبب مجرد فنجال من القهوة و سيجارة واحدة .. و حتى إذا توقف فلا أعتقد أن هذا يعد انتحارا .. أنا لم أشرب القهوة و أدخن السيجارة لكى يقتلانى .. فقط فعلت ذلك لأننى أرغب فى فعله .. صحيح أن الانتحار شىء رائع و مغر حقا و لكننى مؤمنة تماما ولا أجرؤ عليه ..

أحضر الشاب القهوة و وضعها أمامى ثم انصرف .. أخرجت سيجارة من العلبة و وضعتها فى فمى ثم أشعلتها .. بدأت أستنشق الدخان و أنا أختبر تأثيره على و إحساسى به .. الدخان يؤلم صدرى كلما استنشقته .. ألم لحظى و سريع و لكنه يحمل متعة ما .. أعتقد أنهم يدخنون من أجل الإحساس بهذا الألم .. الأمر إذن يلعب على وتر ماسوشى ما داخل نفوسنا .. تابعت تدخين السيجارة فى تلذذ .. نفث الدخان أمر ممتع جدا هو الآخر .. ببساطة أنفخ لأخرج الدخان من صدرى .. ليتنى استطعت إخراج كل ما يجول بصدرى من شكوك و هموم و آلام بذات البساطة .. ليت الدخان يستطيع حرقها بالداخل أو إقناعها بالخروج معه !

أنهيت السيجارة بالكامل فالتقطت فنجال القهوة .. شربتها بأسرع ما استطعت لأنتهى من طعمها الكريه .. أخرجت سيجارة أخرى من العلبة و أشعلتها .. يبدو أننى أحببت التدخين إلى الأبد .. التفت نحو نافذة غرفة أمى .. عندها رأيته .. ذلك القط الأسود كئيب المنظر يقفز من النافذة .. يتجه نحوى بثقة .. ينظر مباشرة إلى و تلتقى أعيننا .. يموء مواء هادىء مستفز و يهز ذيله ببطء .. أسمع صيحات عالية غير مريحة آتية من الغرفة .. أرى أخى الأكبر يخرج باكيا و يلحق به إخوتى محاولين التهدءة من روعه .. أرى خالى يقترب من أخى فيخبره الأخير شيئا ما لتنطلق الدموع من عيني خالى .. أرى الجميع ينهارون و يجسلون على المقاعد باكين .. أبتسم ابتسامة ارتياح .. تتوجه يدي بتلقائية نحو حقيبتى .. أخرج السكين الذى وضعته هناك منذ دخول أمى المستشفى .. أضعه فوق شرايين يدي اليسرى ثم .. الدماء الساخنة تنطلق مسرعة .. تسيل لتغرق ملابسى و أبدأ فى فقدان الوعى .. أرجوك لا تسمه انتحارا .. فقط فعلت ذلك لأننى أرغب فى فعله .. صحيح أن الانتحار شىء رائع و مغر حقا و لكننى مؤمنة تماما و لا أجرؤ عليه !

...........................................................

نشرت فى مجلة بص و طل الالكترونية .. http://www.boswtol.com/aldiwan/ndonia_257_094.html

هناك 13 تعليقًا:

غير معرف يقول...

انت عبقري
والله عبقري
انا كنت علي وشك البكاء .................................... استطعت باسلوبك المقنع اظهار الصورة كاملة.
وانا كنت عاوز اخنق الدكتور ده . واخنق اخواتها الاغبية دول...واخنقك واخنق نفسي ونموت كلنا:::::: يا عم يا كئيب انت .بس القصة جميلة جدا يا اس اس مع انك غيبت علينا جامد.وكمان نفسي يعني المرة الجاية البطل بتاع القصة ميموتش علشان العملية مش ناقصة كئابه


shekoooooo

د / داليا يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بدأنا بالسلام ... نتكلم جد ؟!

قرأت القصة عدة مرات و أحترت كثيرا ؟!
هل هى أعجبتنى ... أم لا ..؟!

حاسة أن هناك أنتقال سريع من حالة ل حالة اخرى ؟!

ربما يكون السبب فى هذا التناقض مقصود ؟! .. حالة السخط و الصراع الداخلى للبطلة الذى يضعها فى حالة من عدم التركيز و انتقالها من احساس اللى اخر بهذه السرعة !!

كيف تنتقل من حزن و أسى رهيب لمرض الام و هذا هو الاساس ... وفى نفس الوقت ترجع بذكرياتها للماضى و التفكير فى اخواتها و سلوكياتهم فى محاولاتهم لتنفيس الغضب .. صحيح هذا رد فعل لما بدر منهم تجاه امهم و عدم سعيهم لانقاذها.. لكن الشعور و الاحساس الاهم هنا اختفى ؟!! و تحول من حالة حزن على الام الى حالة من ايثار الحزن على نفسها و لذتها فى تعذيب نفسها بما يضرها ولا ينفعها ؟!

حالة اليأس و الانهزام التى تصل بها الى الانتحار النفسى قبل الانتحار الجسدى الفعلى !!

عجبنى النقد لكثير من السلبيات الموجودة و منها :-

الوضع الردىء و السيىء الذى وصل اليه حال الطب و المستوى الصحى فى بلادنا
هذه فعلا صورة حية لما يحدث فى معظم المستشفات للاسف !!

التفكك الاسرى و عدم التواصل بين افراد الاسرة الواحدة .. و عدم السماع ل الرأى الاخر واختفاء الشورى من قاموسنا ..كل فرد معجب بذاته و لا يثق الا فى رأيه هو حتى لو كان خطأ؟!


التواكل لدى الشعب المصرى و عدم الاخذ بالاسباب .. فعلينا ان نسعى و نجتهد و التوفيق و النتائج بيد الله


السجائر و ما نعرفه من اضرارها .. و بالرغم من ذلك لدينا الرغبة فى ايذاء النفس و تدميرها ؟؟!!


التناقض فى السلوكيات و الذى لا يتوافق مع الزى الذى نلبسه و لا نعمل به ؟!


دمت بكل خير .. أرق تحياتى

سلام

شيماء زايد يقول...

قصه كلاسيكيه رائعه وقويه

اسلوبك مزيج من روعه وصف محمد عبد الحليم عبد الله ، وقوه فكر يوسف ادريس
تحياتي

مجرد رأي:اعتقد كان من الممكن تعميق النهايه بشكل اكبر

سيموني يقول...

القصه حزيييييييينه جدا ومع ذلك مميزه طريقة سردك ليها بتشد القاريء للنهاية
حاجه تحزن للأسف إن في أطباء ومستشفيات وناس كده
بس هنعمل إيه
أتمنى لك التوفيق

احمد عصام كشك يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بجد قصه هايله يا اوسو وده الطبيعي بتاعك واللي احنا متعودين عليه الي الامام دائما يا بطل

غير معرف يقول...

على فكره هى فعلا قصه جميله جدا بس حزينه ومزعجه وبتوجع اكيد كل واحد فينا اتوجع على حد غالى عنده ابوه او امه او اخوه او اخته اوحتى جاره او صاحبه قصه بتوضح مدى العار اللى اصبحت مصر الرائده فيه فى مجال من اخطر المجالات فى العالم مجال الطب والرعايه الطبيه والاحساس بالفقير اللى ميقدرشى على السفر للعلاج انا بنت عمى وهى اكتر من اختى ماتت وهى بتولد وعندها28 سنه بسبب اهمال طبيبه حسبى الله ونعم الوكيل لانملك سوى الشكوى لله عز وجل ربنا ينتقم لكل انسان فقد عزيز عليه بسبب الطب والاهمال

مونى مون يقول...

على فكره هى فعلا قصه جميله جدا بس حزينه ومزعجه وبتوجع اكيد كل واحد فينا اتوجع على حد غالى عنده ابوه او امه او اخوه او اخته اوحتى جاره او صاحبه قصه بتوضح مدى العار اللى اصبحت مصر الرائده فيه فى مجال من اخطر المجالات فى العالم مجال الطب والرعايه الطبيه والاحساس بالفقير اللى ميقدرشى على السفر للعلاج انا بنت عمى وهى اكتر من اختى ماتت وهى بتولد وعندها28 سنه بسبب اهمال طبيبه حسبى الله ونعم الوكيل لانملك سوى الشكوى لله عز وجل ربنا ينتقم لكل انسان فقد عزيز عليه بسبب الطب والاهمال

غير معرف يقول...

جامده القصه وانا عارف طبعا انت استوحتها من ايه على العموم انا كنت عارف انك مش هتعدى الموقف ده الا لما تطلع بيع بقصه وحكايه بس جميل انت صياغتك للحدث جميل بس الوا يعنى مقلش هيدبح نفسو بالسكينه ده كان عايز يدبح اخواتو على العموم حصل خير والله يرحمها واحد مظلوم

غير معرف يقول...

قصه جميله جدا جدا
كسناريو وحوار واحداث
بس فيها شويه تناقض فى شخصيه البطله وأفتكر كان ممكن مش تنهيها انتحار !!!!
اجمل حاجه بجد شدتنى جدا فى القصه وصف الدكتور وطريقه كلامه واقعى جدا ومستفز جدا .
سورى عشان اتأخرت على مقرتها يسمسم منولله النت بقى ربنا يحرقو هو والدكتور فيوم واحد .
ماجد مصطفى

غير معرف يقول...

والله يا اسامه القصه جميله وممتعه بس انا حاسس انو انا مش عارف اقول تعليق يعني احزن علي الام الي ماتت ولا البنت الي انتحرت ولا الفساد الي في المستشفيات ولا الطريقة الي كل واحد بيدور عليها عشان يدخن بس بجد الانتحار مش الحل هو انا معرفش الحل ايه بس انت تقريبا حلتها بس حل غريب .
محمود صديق

غير معرف يقول...

- أثارت إعجابي عربيتك .. فعلا لغتك قوية جدا خصوصا في هذه القصة .
- فكرة مميزه و الانتقال بالمشهد جيد جدا لربط القارئ بالحالة النفسية للراوي .
- متميز دائما في الوصف و كأن الراوي يرى بعيني القارئ .
- ربما الإضافة الوحيدة التي أراها أن هناك مشاهد كانت تحتاج لتعميق الوصف العاطفي فيها ( مثل مشهد الانتحار رغم أن القرار جاء صائبا في ثواني معدودة إلا أن هذه الثواني كانت تحتاج وقفه عاطفية لمدة دقائق لإشباع قلب القارئ بمشاعر الراوي ) .

تقديري : قصة ممتازة

محمــود حجــاب

غير معرف يقول...

ايه فينك
وفين القصص والمقالات الجديدة
انت مكسل ولا ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

غير معرف يقول...

قصة جميلة.. أسامة أصبح ناضجاً بحيث يستطيع إحكام السرد بأناة وحكمة ودقة، وأن يكتب عن الآخرين بمعرفة وعمق، حتى ولو كان الآخر هذه الفتاة المدللة، ولولا هذه الصفة التي وردت عرضاً أثناء المونولوج الداخلي لما كانت النهاية، التي تبدو فيها درجة من المبالغة، ملائمة ومنطقية.

أكرر، لا يجوز لكاتب ناضج على هذا النحو أن يستمر في ارتكاب أخطاء نحوية.

د. سيد البحراوي
أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب، جامعة القاهرة