الاثنين، 15 ديسمبر 2008

و إنا جميعا لمنتظرون !

كان يجب أن أفعل ذلك .. لم أكن لأتحمل كل هذا الزيف !
.............................
لماذا أتيت الأن ؟ .. هل ما دفعك للمجىء شعور بالذنب ؟ .. و هل مثلك يمكن أن يشعر بالذنب أصلا ؟! .. ربما أتيت لتلقى نظرة أخيرة على امبراطوريتك الخاصة .. امبراطورية كانت حجارتها جثث أبنائنا و ملاطها دمائهم .. و لكن كم كان مجيئك غبيا و مستفزا .. أتيت بقدميك لتلقى شعبا أنت زرعت فيه بيدك كراهيته لك .. شعب موتور غاضب حاقد عليك .. لم يعد وجهك المنفر و تعبيرات وجهك البلهاء تبث فيهم سوى شعور واحد فقط .. البغض .. البغض حتى اراقة الدماء و تمزيق الجثث !
بمنتهى البرود أتيت مبتسما ليستقبلك رئيس وزراء احتلالك بملامح بشوشة و وجه مستريح .. طبيعي جدا فأنت ولى نعمته .. تقفا متجاورين فى سماجة فيما تسمونه مؤتمرا صحفيا .. يجلس أمامكما عشرات الصحفيين ممن تم تفتيشهم ذاتيا حتى أظافر أقدامهم حفاظا على سلامتك و حياتك الغالية .. يسألك الصحفيون أسئلة سخيفة لترد أنت ردودا أكثر سخافة .. كلهم يرون الأمر عاديا .. هو فقط من شعر بالسخف !
...............................
لو لم أفعل ما فعلت .. لتقيأت كلما نظرت فى المرآة !
...............................
اسمه منتظر الزيدي .. شاب عراقى لم يعرف مذاق الحياة الا منذ 28 عاما فقط .. لكنه شعر بشكل ما أن هذه ليست حياة بالشكل المفهوم .. أى حياة تلك التى يحياها المرء بلا كرامة ؟! .. أى حياة التى أعامل فيها كبقايا انسان ؟! .. كل العالم يرى أننى لا أستحق هذا الحيز الذى أشغله من الفراغ ! .. لماذا ولدت لأجد أن كونى مستهدف دائما وضع عادى جدا لا غضاضة فيه ؟! .. لماذا أصبح من سنن الكون كوننا نحن العبيد و هم الأسياد ؟! .. تساؤلات بالتأكيد دارت بذهنه طوال حياته كما دارت بذهن أى شاب عربى ..
كان منتظر واحدا من الصحفيين الجالسين أمامك فى المؤتمر .. بالطبع لم يلفت انتباهك و لم يكن ليلفت انتباه أى أحد غيرك .. و ما كان لمثله سوى أن يعيش و يموت دون أن يحسب على البشرية فردا .. و لكنه أبى ذلك !
...............................
ليتنى استطعت ما هو أكثر !
...............................
بالتأكيد شعر بغربة قاتلة فى هذه اللحظات .. ما الذى أتى بى الى هنا ؟ .. من الذى وضعنى فى موقف كهذا ؟ .. كيف أجلس أنا و يجلس كل من حولى بمنتهى الهدوء و يقف هو معنا فى نفس المكان بمنتهى السلام .. و أوجه له أسئلة ليرد عليها ! .. يا للسخف !
كيف لا يشعر كل هؤلاء الجلوس أن هناك شيء غير طبيعي يحدث ؟! .. كيف يبتسم فى وجهه هذا المدعو نور المالكى بهذه الطريقة ؟! .. كيف يتحمل نفسه أصلا فى موقف كهذا ؟!! .. هذا القذر لا يستحق توجيه الاسئلة اليه و انما يستحق توجيه القنابل الهيدروجينية !
لو كان بحوزته سلاحا ناريا لفجر رأسه بلا تردد .. و لو كان يملك متفجرات لفجر المكان كله .. و لكنه لم يجد سوى حذائه للأسف ! .. خلع حذائه و قذفه به بكل ما يحمل صدره من غل و حقد و كراهية تجاهه .. أعتقد أنه لعنه و سبه و اتهم أمه بالعهر ! .. لو كنت مكانه لفعلت ذلك ! .. ترى ماذا كان يدور بعقله فى تلك اللحظة ؟ .. ربما يكون شعر ببعض الحزن خاصة أن الحذاء باهظ الثمن حقا بالنسبة لامكانياته المادية المحدودة .. لقد جاهد البائع ليحصل على تخفيض حتى لا يشعر بالذنب مع كل ارتدائة للحذاء .. ربما فكر فى السجن الذى ينتظره و العذاب الذى سيلقاه .. ربما تحسر على مستقبله الذى سيضيع لفعلة لم تتجاوز الخمس ثوانى .. هذا الخاطر الأخير بالذات سيجعله يبتسم سخرية .. كلمة مستقبل أصبحت مدعاة للتهكم حقا .. مستقبله الذى سيضيع ؟ .. و هل يوجد مستقبل أصلا ليضيع أيها السادة ؟! .. أى مستقبل هذا الذى تنتظرونه و مثل هذا القذر يأتى بلادنا لتبش له الوجوه و تقام له المؤتمرات و الحفلات ؟!
اسمه منتظر الزيدي .. الوحيد الذى احتفظ بأدميته وسط كل هؤلاء المسوخ ! .. مسوخ يرون أن هذا الوضع عادى جدا و طبيعي .. أنا كنت واحدا من هؤلاء المسوخ و أنا أشاهد هؤلاء الأوغاد تقام لهم الولائم فى العراق و السعودية و مصر و لا أشعر أن هناك شىء ما خطأ .. علاقات ديبلوماسية .. انها السياسة يا عزيزي .. سياسة المسوخ .. فقط استعدت أدميتي عندما هوى الحذاء باتجاه رأس بوش ليهوى أيضا على رأسى ليفيقنى و يفيقنا جميعا .. أبشروا فلا يزال هناك كائن بشرى يحتفظ بأدميته وسطنا .. صحيح أن من حوله من العراقيين قد انهالوا عليه ضربا و أخرجوه من القاعة .. و لكن ذلك لأنه فقط ذكرهم بمدى حقارتهم و بذائة موقفهم .. بوش و المالكى يبتسمان ابتسامات بلهاء تثير الاشمئزاز .. بوش يقول أنه لا يعرف لماذا فعل منتظر ذلك !! .. معه كل الحق .. فهو لم يتوقع بعد كل هذه الاعوام من الهوان أنه لا يزال يوجد بين صفوفنا رجل .. لا يزال بيننا انسان كامل الأدمية .. فليتعجب اذن كما تعجبنا جميعا !
لست من هواة تهويل الأحداث .. هو ليس حدثا قوميا و لا منتظر أصبح بطلا شعبيا .. و لكن لى الحق كل الحق فى أن أتشفى و أشمت و أضحك ضحكات مرضية .. نحن جميعا نعانى خللا نفسيا رأيته فى الفرحة الطاغية التى رأيتها فى عيون كل من عرف ما حدث .. حقيقة محزنة فعلا و لكنها حقيقة ..
اسمه منتظر .. و صفته كذلك ! .. ينتظر كما ننتظر جميعا .. ننتظر الوقت الذى يأتى لنجد أنفسنا أسيادا أعزاء .. و لنجد ما هو أكثر من الحذاء لندق رؤوسهم به .. لست وحدك المنتظر .. للأسف نحن جميعا ننتظر منذ زمن و لا نفعل سوى الانتظار .. كان هو أول منتظر يفعل أقصى ما استطاع فعله .. و نحن ننظر اليه باستمتاع و ننظر لبوش فى سخرية و هو ينحنى ليتفادى الحذاء .. ولا نزال ننتظر !

هناك 17 تعليقًا:

غير معرف يقول...

مقال طالع من القلب علشان كده بيمس القلب وكل يوم فيه تقدم فى الاسلوب الكتابى والافكار خصوصا انا الحدث لم يمر عليه وقت طويل الى الامام ياااااااااااااااانجم

غير معرف يقول...

لو كان كل العرب والمسلمون بمثل حرقةهذا الصحفي البطل لكنافي اعز ايامنا....الفكره بتيجى فى لحظه واللحظه لو عدت مبيجيش زيهه تانى ولو كل واحد استغل اللحظه يمكن نبقى تانى زى ما كنا زمان...تسلم ايدك يا سمسم الموضوع مسترسل بطريقه شيقه جدا لأنهه طالعه بصدق من قلب صادق....فى تقدم دائم ياعبقرينو يا جااااامد
moon light

غير معرف يقول...

بحييك يا اسامة ع التوبيك الجامد دا وفعلا سياية مسوخ ، تناقض كبير اوي يعني انا مش عارف ازاي بنكرهه وفي نفس الوقت بنحتفل بيه في ما يسمي بالمؤتمر.وكنت اتمني ان الجزمه دي كانت تيجي في دماغه وتموته عشان تبقي حياته انتهت علي ضرب الجزم بس ربنا اكيد مخليله نهاية ابشع من كدا كتير ....
مشكووور جدا يا أسامة أمين ناصف ..
تقبل مروري .
وتحياتي الي نفسي لاني اعرف من اصاحب.

غير معرف يقول...

نحن جميعا منتظرون المشكلة بقى احنا مستنين ايه
انا نفسى اعرف
يمكن مستنسنين لما البلاد كلها تحتل
وكلنا نتهان ونعيش فى ذل
علشان لما نحرر البلاد نحررها كلها مرة واحدة
شكلنا كسلانين

انا كمان من ضمن المنتظرين
وهناك اشياء تستحق الانتظار
بس للاسف من كتر الانتظار بقى دمنا
بارد

غير معرف يقول...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

عارفاك زمانك مبسوط و مزقطط و بتقول يا ريتنى كنت معاهم اشوف لايف ؟!!

بجد بجد ضربة جت ف الجون ... منتهى الاهانة بالشوووووووز ... صحيح هو السلاح الوحيد اللى كان ف متناول ايديه لحظتها ، لكن يكفى تحركه و انه عمل حاجة عبر بيها عن مدى استيائه و عدم رضاه مهما كلفه الامر من عواقب !!

يا رب عفوك و رضاك ... يا رب تكون بداية لكل عربى مسلم يغار على بلاده و عروبته .

تسلم ايديك على البوست الرائع و سلاسته و مصداقيته

ارق تحياتى ... سلام

غير معرف يقول...

عبقري في لفتاتك .. عبقري في عنوانك .. عبقري في السيناريو النفسي .
مافيش ولا حرف أقدر أزوده على كلامك كمان .. بجد شكرا و يارب تفوقنا الجزمة .

محمـود حجــاب

غير معرف يقول...

جميل اوى يسمسم اسلوبك قوى وحسيت بقشعريره بجد وانت بتقول ان لسه فى ادمى وسطنا بجد انا كنت يأست والله ""مشوفتش بوش وهو عامل زى امير عبد الحميد مصدش ولا كوره كان نفسى كوره تلبس بس حظو جامد""
من غيرى هيقول عليك كلام حلو كده اكيد انا "ماجد"

أبوعبيده يقول...

سلام عليكم
هههههههههههههههههه..هي هي...هو هو
كان منظره زى الكلب الولف... كر كر كر..هع هع هع هع....
ايه ده يا باشموهندز... عجبنى المقال ده جدا..بس فعلا احنا مرضى..
انا بضحك عشان الناس مبسوطه..بس انا بجد مخنوق...أااااااااااااااااااااااااااه
مش عارف أقول ايه
سلام

غير معرف يقول...

مكافئة نهاية الخدمه
عقبال اللى عندنا

على فكره بعد اللى حصل ده كان فى مؤتمر صحفى لبوش بس فى افغانستان
عارفين عملوا ايه
قلعوا كل الصحفيين الجذم بتاعتهم وهما داخلين
هههههههههههههههههههههههههههه

م/ الحسيني لزومي يقول...

من اجل مصر
شارك في الحملة الشعبية للقيد بالجداول الانتخابية وادعو غيرك
ضع بنر الحملة علي مدونتك
البنر موجود علي مدونتي
اذا كنت ترغب في وضعه علي مدونتك ارسل ميلك كي ارسل لك كود البنر
ارجو المعذرة للدخول بلا مقدمات لأني ادخل علي مئات المدونات يوميا
م/ الحسيني لزومي
مدونة /مواطنون ضد الشعب
-----------------

Ghada , Rofayda يقول...

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اشتقنا الي كتاباتكم اخي اسامه ...

"أبشروا فلا يزال هناك كائن بشرى يحتفظ بأدميته وسطنا.."

الكلمه دي هيه فعلا اللي حسيتها و لسه بحسها لحد دلوقتي ..

منتظر حسسني .. انه لسه فيه كائن بشري ينمو و يتكاثر مازال محتفظ بادميته ..

تحياتي لك اسامه
ودمت مذكرا لنا .. بتقصيرنا

emy يقول...

اسامة ازيك
بجد مقال تحفة
اهو حاجة نتصبر بيها
تحياتى

PrInCeSS BeRy يقول...

ازيك يا اسامة وحشنى كلامك كتير اتاخرت عليك بس لغيبتى سبب

يارب تكون بخير

فعلا الراجل دة يمكن اكتر حد يتقال عنو بطل يمكن اكتر من اللى خاضوا الحروب وانتصروا فيها لانو مفكرش غير فى كرامتة وعزتة كعربى مسلم

فى كل شاب منتظر الزيدى موجود بس محتاجين حركة اكيد فهمتنى

غير معرف يقول...

نعم أخى لاننكر أننا فرحنا فى الكلب بوش وهو يتفادى القذيفه العربيه الأحدث فى ترسانتنا العربيه
ولكن !!!!

ودمت بخير

ahmed يقول...

لست من هواة تهويل الأحداث .. هو ليس حدثا قوميا و لا منتظر أصبح بطلا شعبيا .. و لكن لى الحق كل الحق فى أن أتشفى و أشمت و أضحك ضحكات مرضية .. نحن جميعا نعانى خللا نفسيا رأيته فى الفرحة الطاغية التى رأيتها فى عيون كل من عرف ما حدث .. حقيقة محزنة فعلا و لكنها حقيقة

ali يقول...

للأمانة يجب أن أقول أن هناك بعض الأشياء لم يتم ذكرها .. أشياء خاصة أريد أن أحتفط بها لنفسى .. و أشياء يجب ألا أفصح عنها من باب " إذا بليتم فاستتروا " .. و أشياء بالتأكيد سقطت سهوا .. و لكنى متأكد أن الكم الذى ذكرته كفيل بأن يصدع رءوسكم و يجب أن أكون رحيما بكم و بنفسى و أكتفى بذلك

zaid يقول...

ننتظر الوقت الذى يأتى لنجد أنفسنا أسيادا أعزاء .. و لنجد ما هو أكثر من الحذاء لندق رؤوسهم به .. لست وحدك المنتظر .. للأسف نحن جميعا ننتظر منذ زمن و لا نفعل سوى الانتظار .. كان هو أول منتظر يفعل أقصى ما استطاع فعله .. و نحن ننظر اليه باستمتاع و ننظر لبوش فى سخرية و هو ينحنى ليتفادى الحذاء .. ولا نزال ننتظر !